تقريباً كل الديانات تعترف بوجود يسوع المسيح ، حتى تقويمنا السنوي يحدد بوجود السيد المسيح التاريخي باستخدام قبل الميلاد وبعد الميلاد.
وهذا السؤال الذي أحب أن تجيب عليه هو في الحقيقة نفس السؤال الذي سأله السيد المسيح لتلاميذه ” من تقولون أني أنا ؟ ” وقبل أن تجيب على هذا السؤال دعني أقول لك إن المسيح لا يخرج عن كونه واحد من هؤلاء الثلاثة فهو أما : مجنون ، أم مخادع كاذب ، أم هو بالحقيقة ما يدعيه أن يكون. فالمسيح ليس بأي حال من الأحوال مجرد رجل صالح أو معلم.
ويكشف لنا الله نفسه حقيقة هذا السؤال من هو يسوع المسيح؟ كما هو موضح في متى 16 : 17.
و الآن قبل أن تجيب على السؤال من هو يسوع المسيح ؟ دعني أقدم لك بعض الإجابات التي قالها أناس آخرون عند سؤالهم فبعضهم قال أنه يوحنا المعمدان أو اليشع أو واحد من الأنبياء القدامى عاد ثانية إلى الحياة. لوقا 9: 19
ولكن المسيح يسأل ” ماذا عنك أنت من تقول أني أنا ؟ ” لوقا 9 : 20
ولكن لماذا يبدو هذا السؤال بمثل تلك الأهمية ؟ لان الله أقر بأن في كل العالم الخلاص لا يأتي إلا من خلال ابنه ( أعمال 4 : 12 ) ولهذا إذا عرفت المسيح بطريقة خاطئة فهذا من الممكن ان يكون له آثاره الأبدية السيئة.
عندما سأل رجل في يوم من الأيام عن ماذا ينبغي له أن يفعل لكي يخلص أجابه بولس الرسول ” آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك ” ( أعمال 16 : 31 ) فإن الإيمان بالكتاب المقدس لا يعني مجرد ادراك بعض المبادئ الإيمانية بالعقل. وحتى نثق بالسيد المسيح ونسلم أنفسنا له يجب أن نفهم من هو ؟
ويسوع المسيح هو :
أولاً : هو الرب كلمة الله بمعنى الحاكم ، المالك ، فهو الوحيد الذي له الحق في أن يملك حياتك وهذه الكلمة تدل أيضاً على سلطانه الإلهي المطلق الذي تبرهن لنا بمعجزاته الخارقة للطبيعة.
ثانياً : هو يسوع وكلمة يسوع تعني ( الله المخلص ) وتوحي بعمل يسوع المخلص . والمخلص تدل على ( الشخص الذي ينقذ شخص آخر ) فأنه مثل الشخص الذي ينقذ شخص آخر من الغرق فيمنحه الحياة . لذلك فالمسيح أنقذنا من الهلاك وأعطانا الحياة الأبدية .
ثالثاً : هو المسيح ” الملك ” ( لوقا 23 : 2 ) وكلمة المسيح تعني المسيا أو المعيَّن للحكم .
ويحدثنا الإنجيل اننا لكي ندخل مملكته يجب ان نتحول أي نغيّر من اتجاهنا بأن نأتي من تحت الدينونة وتحكم قبضة مملكة الظلام . كولوسي 1 : 13 – 14
ويوضح بولس الرسول هذا التحول كالتحول من الظلام إلى النور من قبضة الشيطان إلى الله الذي يمنحنا مغفرة لخطايانا ( أعمال 26 : 18 ) وهذا طريق آخر لتوضيح التوبة فالتوبة ليست مجهود شخصي يبذله الإنسان حتى يتخلص من خطاياه ولكن التوبة هي أن نعرف خطايانا ونكرهها ونتحول عنها ونهرب إلى المسيح . ويوضح الكتاب المقدس اننا في صراع مع مملكتين وملكين . متى 6 : 24 و كولوسي 1 : 13 – 14
في الماضي كلنا تبعنا اله هذا العالم اله مملكة الظلام ( انظر افسس 2: 1- 5 ) والسؤال هو هل أنت مستعد ان تقلع عن حياة الظلمة وتسلم حياتك للمسيح هل أنت مستعد ان تتبع الملك ( السيد المسيح وتقبل تضحيته لمغفرة خطاياك ؟ اعمال 5 : 31
ولكي تتبع معناه أن تمشي معه وتتحرك خلفه في كل الاتجاهات ان تأتي أو تذهب معه أن تقبل أن يقودك أن يحكمك أن تطيعه وتتماشى تماماً معه . ( يوحنا 10 – 27 : 28 ) الرسالة إلى رومية 10 : 9 – 10 و 13
كثير من الناس يشعرون بأنهم من الممكن أن يكونوا على الحدود بأن يقولوا ” أنا لا اخدم يسوع المسيح ولكني لست بالضرورة اخدم الشيطان ” ولكن الإنجيل لا يقول ذلك فيقول يسوع ” لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لانه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر ( متى 6 : 24 ) ما أنت عليه لا يستطيع أن ينقذك .
فأي مملكة تتبعها الآن ؟ وأي سيد تخدم ؟ يسوع المسيح أم اله هذا العالم ( الشيطان ) ؟ المملكة في الإنجيل أي أن تتبع اما الله أم الشيطان. فمملكة تعني ان يحكمها ملك وأنت تكون في قبضة شخصاً ما . ومن خلال موت المسيح الكفاري عن خطاياك اصبح المسيح هو الوسيلة التي تغفر بها خطاياك. فهل تقبل إليه الآن من اجل تجديد حياتك بأن تعترف بفمك بان يسوع المسيح هو سيدك ومخلصك وتؤمن في قلبك ان الله إقامة من الأموات حتى يؤمن لك خلاصك ( رومية 10 : 9 – 10 ) ان كلمة الإنجيل تعني الخبر المفرح وتحمل الحقائق الأساسية لموت السيد المسيح وقيامته من الأموات هي الوسيلة الوحيدة التي تحصل بها على الخلاص والمغفرة لخطاياك حتى تستطيع ان تقف أمام الله .( كورنثوس الأولى : 15 : 3 – 4 و 2 كورنثوس 5 : 21 ) وقد أمر السيد المسيح أن يُبَشر بالإيمان به والتوبة لمغفرة الخطايا لخلاص كل من يؤمن به من العالم ( لوقا 24 : 47 ) فهل تغيّر عقلك وقلبك و تتحول اليه حتى تكتشف من هو يسوع المسيح ؟