المسيح هو طوق النجاة الوحيد فى بحر الحياة المضطرب
رحلة مسلم

رحلة مسلم

كتبها : الغريب

مقدمة

الجزء الأول

حياة صعبة

رحلة مسلم

خلفية عامة : ولدت ونشأت في دولة عربية إسلامية. وكان والداي مسلمين منذ أجيال طويلة. عندما ولدت أسماني والدي باسم جده الأعلي، النبي محمد. تربيت في بيئة إسلامية بكل نواحيها، يحيط بي المسلمون. تعلمت في مدارس قومية – مناصرة للإسلام – من التعليم الأساسي وحتي الثانوي بل وحتي الجامعة. قبلت أثناء رحلتي التربوية والتعليمية تعليم إسلامي متوازن في كل مرحلة. عندما وصلت إلي مرحلة البلوغ كنت مثالاً للمسلم الذي لديه تعصب هائل لدينه وثقافته، حيث كنت معاد للغربيين (المسيحيين) وأكره اليهود. وقد كان لمصادماتي مع المسيحيين تأثيرات هائلة، سواء سلبية أم إيجابية. علي كل حال، فقد قررت أن أكون مسلماً

الفشل الأول : بعد تخرجي من الجامعة وعملي كموظف لفترة قصيرة، بدأت العمل الخاص بي بمساعدة أموال والدي التي ورثتها. لم تكن مباشرة عملي الخاص سهلة أو مفرحة، فقلة خبرتي في التجارة جعلت النجاح صعباً. أفلس عملي وتراكمت علي ديون لم أستطع تسديدها وأدركت أن السجن هو المكان الذي سأنتهي إليه في القريب العاجل ولن ينقذني أحد. قررت أن أبيع كل ما يمكنني بيعه لكي أتجنب هذه الكارثة وأ أيضاً لفشلي، وبعد ذلك أختفي بعيداً عن الأنظار. فقد كانت خطتي أن أختفي كي أستطيع استعادة ما فقدته، وألا أعود لبيتي أبداً

. هكذا استطعت أن أتعلم من خلال تجاربي في عملي الأول ما لا تستطيع أي مدرسة أو جامعة أن تعلمه. حيث تعلمت عن واقع المجتمع والحياة. سبب لي فشلي في أول تجربة لي في العمل الكثير من الحزن والأذي، كما أثر في إيجابياً – علي الأقل في جانب واحد – حيث دفعني لأنتقل إلي تجربة جديدة وأكتشف العالم من منظور أوسع

. النجاح : عشت في البيت في ورطة كبيرة وديون (آلاف الدولارات الأمريكية) وهربت إلي مكان بعيد جداً حيث لا يستطيع أحد من الدائنين أن يصل إلي. أقمت هناك وأسست شركة وبدأت من جديد. ابتسم العمل في وجهي هذه المرة ونجحت، جملتني إنجازاتي إلي المزيد من الغرور والطمع وأصبحت أعمي وأناني جداً. كما فهمت من بعض الأقارب خلال ذلك الوقت أنني إذا عدت إلي وطني سيتم القبض علي في الحال علي الحدود أو في المطار. بالرغم من أن هذا لم يكن متوقع، ولكنه جعلني أشعر بالحزن فقد أصبحت طريد العدالة وأول شخص في العائلة، بأكملها يتم قيده مسجل خطر

الهزيمة : كل هذه الأشياء مجتمعة دفعتني للمغامرة في بعض الأعمال “المليئة بالمخاطرة”. أردت الغني بأكبر سرعة تجعلني أتخلص من ديوني وتمكني من استعادة احترامي مرة أخري وسط أقاربي وأصدقائي وجيراني. قامرت بكل ما أملك وقبلت بعض المجازفات الخطيرة، بحيث خلقت لنفسي أعداء. هكذا أودت بي حماقتي إلي هزيمة بالإضافة إلي مطاردة أحد أعدائي لي. هربت مرة أخري إلي دولة جديدة، وتركت كل شئ خلفي، فقد تركت شركتي وكثير من ممتلكاتي الشخصية

الموت : هذه المرة تغيرت كل الظروف وأصبحت قاسية حيث جربت كل الإمكانيات دون جدوي. أصبحت مثل سمكة تكافح داخل جرة صغيرة جداً من الماء. أغلقت جميع الأبواب في وجهي ووجدت نفسي في هوة عميقة حتي أنني اضطررت مراراً عديدة أن أنام في الشارع أو حتي أجوع. ملأني خزي شديد في هذا الوقت وفقدت كل الآمال. ذهبت إلي الجامع وحاولت أن أصنع سلام مع الله ولكنه رفضني بوضوح، حتي إخواني المسلمين لم يلتفت أحد منهم إلي بل سخر بعضهم مني في وجهي. فكرت أن أنتحر نتيجة للخجل والحزن والضيق ولكني حتي لم أمتلك الشجاعة لقتل نفسي

فكرة جديدة : بينما كنت يائس تماماً وقد فسدت خطتي كلها، ظهرت فكرة لامعة. نصحني أحد المعارف أن ألجأ إلي المسيحيين ربما يستطيعون مساعدتي. أكد لي بأن المسيحيين سوف يساعدوني – بخلاف الإخوة المسلمين – أو حتي يجدوا لي وظيفة. بصرف النظر عن آرائي ضد المسيحية والمسيحيون (الغربيون) فقد قررت أن أتبع نصيحة هذا الصديق وأذهب إلي الكنيسة لأجرب حظي

خطة جديدة : لم يكن لدي فكرة عن الكنائس والفرق بينها، علي أية حال لم يكن الدافع هو البحث عن دين جديد أو إله ولكن إيجاد وسيلة للخروج من هذا الاضطراب العظيم. في صباح يوم أحد عثرت علي كنيسة في الجريدة فذهبت وحضرت خدمتها والتي كانت مختلفة تماماً عما توقعت ولكني استمتعت بها. لم أصنع أي صداقات خلال تلك الزيارة الأولي ولكني صنعت العديد من الصداقات خلال أسابيع قليلة. فقد كان معظم المسيحيين هناك ودودين ولطفاء مع كل شخص. وقد أخبرتهم أنني مسلم، برغم ذلك رحبوا بي في خدمات كنيستهم وتجمعاتهم في البيت. بعد ذلك اشتركت في العديد من نشاطاتهم كحب استطلاع وبدأ موقفي السئ تجاه المسيحيين في التغير وبدأت أن أقدرهم. لم تعد الوظيفة هي السبب الرئيسي لذهابي إلي هذه الكنيسة ولكن في الأغلب صداقة الناس حيث بدأت في التفكير في هدايتهم للإسلام

. هداية كاذبة : بعد فترة ما من اكتشافي للكنيسة وبسبب العديد من الدوافع الخاطئة قررت أن أهتدي إلي المسيحية وأسمي نفسي مسيحي، ولكنها كانت هداية إسمية. لكني من الداخل مازلت مسلم ولازلت نفس الشخص القديم. بعد عمادي وفور خروجي من الماء شهدت سراً في قلبي بشهادة الإسلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله). علي أية حال فالله وحده وأنا نعرف ما في قلبي في ذلك الوقت

وظيفة : في خلال ذلك الوقت افتتحت كنيستنا فرع جديد في الجانب الآخر من المدينة وبما أنني كنت أبحث عن وظيفة في نفس الوقت الذي احتاجت الكنيسة فيه لشخص ليخدم هناك كبواب، طلب مني راعي الكنيسة أن أشغل هذه الوظيفة. صحيح أن هذا لم يكن نوع الوظيفة التي أتمناها لكن لا يوجد أمامي خيار آخر. قبلت وشعرت أنني محظوظ لحصولي علي هذه الوظيفة ولمستني بعمق ثقة راعي الكنيسة في، حيث وضع المبني تحت تصرفي دون استفسارات إضافية أو تحقق. كما عرض أيضاً أن أنتقل وأعيش في الكنيسة كي أقلل نفقاتي. كانت مهام عملي بسيطة جداً في إنجازها مما أتاح لي الكثير من وقت الفراغ لذلك كرست نفسي لدراسة الكتاب المقدس لاعتقادي أنه إذا تمكنت من الإلمام بالإنجيل بصورة جيدة فإن هذا سيسهل علي قيادة أصدقائي المسيحيين إلي الإٍسلام. في أثناء ذلك تطوع راعي الكنيسة ليكون معلمي الخاص أيضاً ووجدت هذا شيق، كما أنه وسيلة جيدة لتمهيد الأرض لتنفيذ خطتي

أسلوب حياة مسلم

السلوك : كنت دائماً لا أتحمل المسئولية وأناني لا أفكر إلا في ذاتي ونادراً ما أعترف بارتكابي أخطاء، فقد كان لدي دائماً أعذار لتبرير أفعالي وتلفيق أو سوء تصرف بالآخرين بسهولة. عندما يأتي الوقت الذي أجد فيه نفسي في مشاكل خطيرة، فإن كل ما علي فعله هو أن أهرب بعيداً وأترك المشاكل للآخرين ليتعاملوا معها. لذلك فإنه بسبب سلوكي الغير ناضج في الأوقات الصعبة تسببت في المتاعب والأضرار للكثير من الناس

الأخلاق : بصرف النظر عن خطاياي التي لا تعد، فقد كنت أشعر أغلب الأحيان بافتخاري ببري الذاتي. فكلما قارنت بين عيوبي وعيوب الآخرين المحيطين بي خاصة المتدينين منهم، كنت أفكر دائماً أنني أفضل من أغلبهم أو علي الأقل لست أسوأ من الأغلبية. كمسلم وطبقاً للإسلام والعادات اعتدت أن أؤمن بأن كل عمل صالح أقوم به له القدرة علي إلغاء عشرة من سيآتي وعلي العكس فلم يزعجني تديني أو يجعلني أشعر بأنني مدين لله بأي شئ بل يقودني إلي الافتخار بنفسي وبأعمالي

التدين : كان إيماني واعتقادي في الإسلام قوي جداً وثابت، فالإسلام لم يكن بالنسبة لي دين فقط ولكنه جزء من ثقافتي وهويتي وفخري وكياني. أنا أستمتع – كما يحدث مع أغلب المسلمين – بالمناقشة والمجادلة في الأمور الروحية ولكن لابد من وضع بعض الشك أيضاً وعدم تصديق الأشياء بسذاجة. كان يوجد أوقات أميل فيها تجاه الإيمان بكل حرف وأوقات أخري أميل فيها تجاه الإلحاد. عندما استقريت خارج البلاد أتيحت لي فرصة التفاعل مع أناس من أديان وخلفيات مختلفة. كنت أعتقد في أغلب الأحيان أنني الشخص الذي يسعي ليعرف الحقيقة ولكني فعلياً كنت أحاول فقط إثبات نفسي وأنني علي صواب، وقتما لاحظت أن الحقيقة ليست في صفي كنت أجري سريعاً إلي الاتجاه الآخر وأتواري خلف عذر ما. حيث كان هناك خوف في قلبي يقودني : كنت أخشي لعنة وعقاب الله لو حاولت البحث فوق ما يتيحه لي الإسلام، كما كنت أخشي التراجع عن كبريائي

تأثيرات مسيحية مبكرة

الراهبة الحكيمة : عندما كنت رضيع أصابني مرض خطير واضطرت أمي أن تتركني في المستشفي في وحدة الرعاية المركزة لمدة ثلاثة أيام وكانت الممرضة المسئولة عني راهبة كاثوليكية : عندما أصبحت غلام أخبرني والدي مرات عديدة : “هذه الراهبة أنقذت حياتك” ولم أفهم أبداً إلا بعدها بسنين ماذا كان يقول ولماذا. عندما أصبحت مسيحياً تذكرت القصة وفهمت ما هي رسالة أبي. فبينما كنت أصارع بين الحياة والموت في يد هذه الراهبة صلت من أجلي واستجاب لها الرب. أنا مدين لهذه الراهبة بحياتي وممتن جداً لعطيتها من الصلاة والحب

الراهبة الحمقاء : عندما بلغت سن المراهقة مرضت والدتي واضطرت أن تبقي في مستشفي (مستشفي آخر) كان تحت إشراف راهبة كاثوليكية. ، كانت راهبة تعمل بجد ولكن لديها ما يظهر وكأنه تعاطف أو احترام قليل تجاه أي شخص. مما يجعل أي شخص يكرهها بسبب حقارتها. وبصرف النظر عن الكثير من أعمالها الحسنة فأنا أعتقد أن قلة حبها تجاه الناس دمرت خدمتها الحقيقية وشوهت صورة المسيح، ومازال يعلق بذهني صورة سيئة عنها وجدت أنه من الصعب أن أغفرها لها حتي الآن

مناظرة إسلامية مسيحية : دعاني أحد الأصدقاء ذات مرة لمشاهدة شريط فيديو معه عن مناظرة بين العالم الإسلامي الشهير “أحمد ديدات” وبين أحد الدفاعيين المسيحيين. كان الموضوع عن – مازلت أتذكره – أي كتاب هو كلمة الله الحقيقية : هل هو الكتاب المقدس أم القرآن ؟ كانت المناظرة كأحد وسائل التسلية بالنسبة لي مثل مباريات wwc ، بينما كنت أسعي لاكتشاف الحقيقة. لاحظت في نهاية المناظرة أنه لم يكسب أحد من المتناظرين ولم أستفيد من أحدهم

التحدي الأول : خلال رحلتي الأولي خارج البلاد أقمت مع أجنبيين أحدهم عربي (متدين إسمياً) والآخر غربي (مسيحي دنيوي). خططنا نحن المسلمان أن نهدي المسيحي. حاولنا معه بقدر استطاعتنا حتي نقنعه أن ينكر المسيح ويتبع محمد ولكنه كان عنيد. أثناء آخر نقاش معه عن المسيحية، خاصة ألوهية المسيح، انتهينا من حديثنا علي نحو شبيه بهذا

– سألني : “هل تؤمن أن الله كلي القوة ولا يوجد شئ غير مستطاع لديه ؟”

– أجبت : “نعم بالطبع !”

– ثم قال : “هل يستحيل عليه إذن أن يأتي إلي الأرض في صورة إنسان ؟”

. قبل الإجابة علي تحديه هذا، أتي شخص ما فجأة واضطررنا إلي تغير الموضوع. ولكني حاولت فيما بعد إيجاد إجابة كي أثبت أنه مخطئ لكن دون جدوي. تجنباً للإحراج، فقد تجاهلت الأمر ببساطة عندما سار الموضوع ضد اعتقادي الإسلامي. لم نتطرق إلي هذا الموضوع ثانية ولكن في أعماق قلبي تم غرس أول بذرة

التشوش : بعد هدايتي الإسمية إلي المسيحية بدأت أن أتعمق في الإنجيل لاستخراج الخيوط التي تجعل كل من الإسلام والمسيحية قريب للآخر. علي أية حال، فبطريقة عكسية بدأت أن ألاحظ أن الفرق بينهم يزداد عمقاً واتساعاً للدرجة التي تجعل انتماء هذين الدينين إلي مصدر واحد مستحيل. لم يعد الفكر الإسلامي بأن اليهود حرفوا الإنجيل يقنعني. بعد قليل تكدس ذهني بالعديد من الملاحظات والشكوك التي شوشتني والتي كانت تتلخص أساساً فيما يلي

1– لو كان “الله” هو الاسم الشخصي والحقيقي للإله، لماذا لم يستخدمه في الإنجيل واستخدم بدلاً منه “يهوه”

2– من الواضح أن الله في القرآن ويهوه في الإنجيل لا يمكن أن يكونا نفس الإله الذي يتحدث في كلا الكتابين، من هو الإله الحقيقي أو حتي من هو الإله ؟

3– أين يشير في الكتاب المقدس إلي مجئ محمد والإسلام ؟

4– إذا كان القرآن والإنجيل كتابين لنفس الإله، لماذا يناقض كل منهما الآخر ؟

. (في كل من الإنجيل والقرآن يكون الحديث في الضمير الشخصي الأول عن كلام كائن سماوي إلي البشر)

5– لماذا يدعي المسيحيون أن يسوع هذا إله وهذا الإله ثالوثي ؟ ما هو الدليل الكتابي الموجود لديهم ؟

6– لو أن الله موجود حقاً وتكلم حقاً إلي الأنبياء ومازال يتكلم لهؤلاء المسيحيين ألا يستطيع أن يتكلم لشخص مثلي أيضاً ؟

في هذا الوقت لم أستطع أن أبوح لأي شخص أو أشاركه عن استفساراتي. لذلك فقد احتفظت بكل هذه الشكوك تعذبني في داخلي بسبب خوفي. اعتقدت أنه إذا علم راعي الكنيسة بوجود كل هذه الشكوك في المسيحية بداخلي، سيلقي بي خارج الكنيسة ويسلبني وظيفتي

الجزء الثاني

تدخل يسوع

الاختراق

البحث عن الحقيقة : لم أستطع أن أتحمل تجنب الحقيقة والاستمرار في القيام بلعبة قذرة أكثر من ذلك. قررت هذه المرة أن أجد الحقيقة بأي ثمن. فصمت ثلاثة أيام متتالية دون طعام، عدا الماء. كنت لأول مرة أصلي من أعماق قلبي حقاً : دعيت إله إبراهيم وإسحق ويعقوب. صرخت لخالق الكون الإله الأبدي – أيا كان – وطلبت منه أن يعلن لي عن الحق ولا شئ غير حقه وصنعت معه عهد بأنه إذا رد علي استفساراتي وأعلن لي عن نفسه، سأتبع طريقه حتي لو كان مختلف عن الإسلام والمسيحية واليهودية

التكلم علانية : انتظرت أسابيع عديدة وبدا وكأن شئ لم يحدث حتي صرت قلق جداً ومتضايق. أخيراً، قررت أن أتكلم علانية وأسأل راعي الكنيسة مباشرة. مازلت أتذكر حيث كان مساء يوم سبت. في نهاية اجتماعنا في هذا المساء أخبرته أنني لم أستطع إيجاد أي موضوع في الإنجيل يتحدث عن يسوع كإله أو عن الله كإله ثالوثي. ففتح إنجيله في الحال بكل هدوء ووداعة وطلب مني أن ألقي نظرة علي الأعداد التالية

(يوحنا 10 : 30 – 33)

قال يسوع :” أنا والاب واحد”

فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه .

أجابهم يسوع : أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي . بسبب أي عمل منها ترجمونني . أجابه اليهود قائلين : لسنا نرجمك لأجل عمل حسن ، بل لأجل تجديف . فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً”

(1 يوحنا 5 : 8 – 12)

” فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة ، الاب والكلمة والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد . والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة ، الروح والماء والدم ، والثلاثة هم في الواحد. إن كنا نقبل شهادة الناس ، فشهادة الله أعظم ، لأن هذه هي شهادة الله التي شهد بها عن ابنه . من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه . من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً ، لأنه لم يؤمن بالشهادة التي شهد بها الله عن ابنه . وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية ، وهذه الحياة هي في ابنه . من له الابن فله الحياة ن ومن ليس له ابن الله فليست له حياة”

1 يوحنا 5 : 20

” ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق . ونحن في الحق ، في ابنه يسوع المسيح ، هذا هو الإله الحق ، والحياة الأبدية”

رفع الحجاب : فجأة، حدث شئ لا يصدق. يبدو وكأنني كنت أعمي أو يغطيني حجاب روحي مظلم وبعد ذلك بدأت أن أري . بدأت كذلك أن أقرأ في الإنجيل في نور واضح وبفهم، وأصبحت كلمات الإنجيل حية أثناء قراءتي لها وتحمل قوة في داخلها. بالإضافة إلي ذلك، بدأت في تفسير الأسرار الخفية للإنجيل والنبوات الرمزية

الإجابات الأولي : خلال فترة ثلاثة أيام من قراءتي للوحي المقدس في النور وبقيادة الروح القدس، تمكنت من اكتشاف الكثير من الإجابات التي كنت أبحث عنها (أي الثالوث وألوهية يسوع وصلبه وقيامته …). علاوة علي ذلك، فإن الروح القدس جعل رؤيتي الروحية تتسع إلي حد ما هو أبعد من العالم الطبيعي مثل بصيرة الوقت والرؤي. فيما يتعلق بالإسلام، قد اكتشفت نبوات غامرة في الإنجيل والتي كان استيعابها قبل ذلك يؤلمني. كان أكثر الإجابات ذهولاً هو ما قبلته عن الله. فهو ليس إله الإنجيل “يهوه”، ولكن شخص ما آخر

تجربة فريدة

الرسالة : كان يوم الإثنين بعد الظهر يوم جميل في بداية الربيع وكانت المساء صافية وزرقاء. كان اليوم الثالث لي منذ اكتشافي الجديد لكلمة الله كنت كلما أشعر بالتعب من القراءة أقف بجوار النافذة لأستمتع بالمنظر خارجها. في أثناء إحدي أوقات الاسترخاء هذه وفي نفس اللحظة التي رفعت فيها عيني إلي السموات بدأ شئ غريب يحدث

المنظر : ظهر ضوء لامع آت من الجنوب الغربي، بدا كنجم يتقدم تجاهي للأمام. كنت مذهولاً من هذا المنظر لأنني لم أري من قبل يضئ في السماء أثناء النهار بينما مازالت الشمس مشرقة. بسرعة بدأت أن أعتقد أنه ربما يكون مذنب سوف يرتطم بالأرض. بدأت أشعر بالفزع أكثر فأكثر بينما كان النجم يزيد اقتراباً ويزداد ضوء

الكلمة : توجهت إلي كتابي المقدس وحاولت البحث عن الموضع الذي يتحدث عن مذنب سوف يرتطم بالأرض. ولا أدري كيف وجدت نفسي أقرأ من القطعة التالية (رؤيا 2 : 8 – 1.) نظرت مباشرة إلي النجم مرة أخري بعد قراءتي لآخر جملة فقد توقف هناك يميناً. حملقت فيه بقرب شديد لأري إذا كان ما أنظر إليه حقيقي أم مجرد رؤية. قلت أن الأكثر تأكيداً أن هذا كان حقيقي وكان النجم أكبر وألمع ما رأيت علي الإطلاق، خاصة أثناء النهار. الشئ الآخر المذهل، أن النجم ظل في نفس المكان طوال الليل

الصوت : نتيجة لمبدأ التشكك الذي مازال موجود، قررت أن أنسي الموضوع بأكمله فوضعت الإنجيل بعيداً وأدرت الراديو. كانت هذه بالضبط هي الكلمات الأولي التي أدلي بها المتحدث “نعم إنه حقيقي، كل ما أريد هو أن أكون معك. نعم إنه حقيقي”. لا أستطيع أن أشرح كيف حدث هذا ولكني كنت مقتنعاً تماماً أن الله تكلم إلي. أدركت وقتها أن النجم كان لافتة لجذب إنتباهي والصوت الآتي من الراديو كان وسيلة لإقناعي أن ما رأيته كان رؤية حقيقية وما قرأته كان رسالة يسوع لي في اللحظة نفسها. علاوة علي ذلك، فقد أدركت أن الله ليس مجرد شخص يسمع ويجيب ويصنع معجزات بل هو أيضاً إله يسعي لتطوير علاقة حميمة وشخصية جداً معنا. هو يريد أن يتعامل معنا كأصدقاء حميمين وليس كعبيد. كانت الرسالة القادمة من الراديو بمثابة إعلان لي عن أن يسوع ليس فقط إله قادر علي عمل أشياء غريبة ومذهلة ولكنه أيضاً إله لديه روح الدعابة حتي عندما يتكلم بجدية

المعاني : نظرت إلي كتابي المقدس مرة أخري لأتمعن القطعة بدقة. أدركت أن الموصل كان يسوع وأنه تكلم إلي وأجاب معظم استفساراتي من خلال الثلاث أعداد هذه. علي التوالي، وصل لي يسوع أنه حقاً الإله الأبدي، فقد مات حقاً علي الصليب وقام من الأموات. كما أنه أظهر لي أنه يعرف كل شئ عني في الماضي والحاضر والمستقبل، وهكذا أثبت لي ما اكتشفته فيما يتعلق بالإسلام. فهو يجعلني أعرف نتائج تباعيته أثناء حياتي في العالم، ويعلمني كيف أغلب العالم، ويعدني بمكافأة يؤكد أنها حقيقية. فلافتة النجم السماوية قصدت جذب انتباهي لتظهر لي أن الله يريد أن يتحدث إلي كشخص. كما أن غرض الصوت الذي جاء من الراديو هو أن يؤكد لي أنه كان حقاً يسوع من شارك معي الرسالة وكان يهدف إلي دعوتي كي أكون ملكه

التأكيد : بعد مرور عام جاء كارز إلي كنيستنا ليعظ. وبينما كان يشارك رسالته، التفت إلي فجأة وتنبأ لي بخطة الله لمستقبلي. بعد الخدمة مباشرة توجهت إليه وسألته عن السبب الذي جعله يخبرني بهذه الكلمات. لاحظت أن ليس لديه ما يرد به لماذا عدا أنه شعر أن الله يضع هذه الكلمات في فمه أثناء مشاركته. كانت نبوته تأكيد أنه حقاً قد كان الله من تكلم إلي، نظراً لأن مضمون نبوته كان مماثل لمضمون الجزء الثاني من الرسالة في رؤيا 2 : 8 1.

هداية حقيقية

إنكار الإسلام : قبل مساء الإثنين، شاورت عقلي وقررت أن أنكر الإسلام ومعه إسمي الإسلامي وأن أضع إيماني في المسيح، الإله الحقيقي وحده، وأن أتبعه إلي الأبد. في الصباح التالي، دعوت الراعي وأخبرته بقراري، واقترحت أيضاً أنه لابد أن أعتمد ثانية ولكنه رفض في البداية أن يعمدني ثانية. نظراً لإصراري قرر راعي الكنيسة أن يصلي ويطلب توجيه الله. أخبرني بعدها عندما تقابلنا في المساء أن ليس لديه مانع أن يعمدني ثانية، بعد أن أكد الله ذلك له. ذهبنا معاً إلي مكان ما وحرقنا كل متعلقاتي الإسلامية، بعد ذلك عدنا إلي بيته لإنهاء الأمر

الميلاد الجديد: بعد إنكار الإسلام ورفضي لكل ما يربطني به، اعترفت بخطيتي وقبلت المسيح كمخلصي الوحيد رب وإله. هذه المرة كانت شهادتي بإيمان وثقة كاملة في المسيح واعتمدت في الحال. كان دخولي في الماء يرمز لموت خطيتي التي دفنت مع المسيح، وخروجي منه يرمز لقيامتي إلي حياة أبدية، حياة في المسيح يسوع. أثناء تتميم هذا الأمر استخدمنا اسم شهرتي فقط لأني اسمي القديم يشتمل علي كل ما أنكرته من الأمور الإسلامية. بعد ذلك صلي راعي الكنيسة من أجلي للامتلاء بالروح القدس. هذه المرة اعتمدت بالحقيقة بالإيمان بالمسيح واستسلمت له، فقد ولدت من جديد حرفياً وروحياً

الامتلاء بالروح : بعد أيام قليلة، أثناء نومي في الليل رأيت في حلم نار آتية من السماء دخلت إلي صدري مع أنها لم تؤلمني. في الحال نهضت من فراشي (شبه نائم) وبدأ فمي في التحدث بصوت عالي وبلسان غريب حاولت أن أتحكم في فمي وأوقفه عن الكلام، ولكني لم أستطع. كانت النار علامة وكان التكلم بلسان غريب هو تأكيد امتلائي بالروح القدس. وحدث هذا مرة واحدة أخري حيث تنبأت بلسان بنفس الطريقة، ولكني شعرت مرات عديدة بقوة مسحة الروح القدس علي. مازلت لا أستطيع وصف أي من هذه اللحظات، إلا أن صحتها مؤكدة. لا أعرف لماذا تركني الله أمر بمثل هذه التجارب ولكني أعتقد أن واحد من هذه الأسباب هو تشككي وقلة إيماني فيما هو فوق الطبيعي

الإدراك : أثناء طوال الأسبوع التالي لعمادي، فقدت شهيتي للطعام ورغبتي تجاه أشياء هذا العالم. كنت أقضي معظم وقتي أصرخ مثل طفل. كانت دموعي هو دموع الأسي والحزن لطرقي السابقة الفظيعة والحمقاء، حيث أدركت أنني اشتركت في اضطهاد يسوع خالقي وأبي ومخلصي وإلهي. أدركت أني لست أفضل أبداً من هؤلاء من جلدوه وصلبوه بل وبكل تأكيد واحد منهم. أدركت ضياعي الكامل ومصيري إلي جهنم لو لم يأخذ يسوع المبادرة وينقذني. أدركت أنني آمنت طيلة حياتي بأكاذيب مناصرتها. كان أكثر شئ مفجع هو إدراكي المؤكد أن والداي في جهنم بالفعل وأن باقي أقاربي وشعبي سوف يلحقون بهم إن لم يأتوا إلي المسيح. في الوقت نفسه كانت دموعي هي دموع الفرح أيضاً لم أستطع أن أتخيل كيف أحبني بالرغم من أعمالي الشريرة من كره وسخرية لأولاده وتجديف عليه. فأدركت أن خلاصي وفدائي كان بسبب نعمته ورحمته فقط وليس لشئ في

الشفاء الفوري : بعد اهتدائي للمسيح مباشرة، تلاشي كلية كل بغض ومرارة كانت متراكمة لسنين طويلة تجاه الشعب اليهودي والعالم الغربي. كما شفيت من عادة حاولت التخلص منها سنوات عديدة دون امتلاك القوة للتغلب عليها. كان المذهل في كلتا الحالتين أن لا أحد غير الله يعرف عبوديتي ولم يصلي أحد من أجل شفائي من هاتين العلتين السريتين، إلا أنني شفيت منهم معجزياً فوراً

لقاءات مع يسوع

تجاربي الأخري : بعد هدايتي، كان لي العديد من الأحلام بها لقاءات مباشرة مع يسوع. رأيته كإله مهوب ورأيته كشخص حليم ومتواضع. حيث أنه لم يخبرني أبداً أنه يسوع، بل من طريقة كلامه ومن خلال عيناه الثاقبتين العميقتين كنت أعرف في أعماق قلبي أنه هو

ليس أنا فقط : في البداية كنت أعتقد أن اختباري واحد من أعظم الاختبارات فقد كان مميز وفريد من نوعه، ومن الممكن مقارنته بقصة موسي عند العليقة المحترقة أو بولس في طريقه إلي دمشق. فيما بعد عندما قرأت وسمعت شهادات بعض الناس عن لقاءاتهم مع يسوع ووجدتها أكثر قوة وغرابة من شاهدتي. واحدة منها هي قصة إمرأة باكستانية كانت سابقاً إمرأة مسلمة تقية. حيث دونت كتاب عن زيارة واقعية ليسوع وشفاء معجزي لها. (الحجاب الممزق)

الجزء الثالث

عملية التجديد

ملخص عام

بركات مضاعفة : مر ثلاث سنوات ونصف علي هدايتي. كانت هذه السنين بالنسبة لي فترة تجديد وتحول في شخصيتي وطبيعتي وفكري وسلوكي. كانت أيضاً سنين دراستي اللاهوتية في مدرسة المسيح للاهوت والتلمذة، حيث بدأت أن أتعلم عن الله من خلال الاختبار المباشر. قبل انتهاء هذه الفترة الأولي من التدريب، سدد الرب احتياجاتي وأرسل لي كل المبلغ الذي أحتاجه لتغطية ديوني. لقد بدأ أن يفتح الطريق أمامي للحصول علي وثائق جديدة وحتي إمكانية تغير إسمي رسمياً. كما أنه وفر لي زوجة كانت أفضل نموذج لما كنت أبحث عنه وهي شريكة الحياة التي كنت أحتاج إليها. لقد أعطاني عائلة جديدة وعدد لا يحصي من الأقارب والأصدقاء، وحتي الآن مازلت أشغل وظيفة البواب والحارس لكنيستنا. كما أن دعوتي هي كتابة مقالات وموضوعات عن الإسلام وللمسلمين، وهذه الشهادة هي جزء من أعمالي الكتابية

من هو المسيح : إن المسيح دائماً هو هو أمس واليوم وإلي الأبد، فهذه العبارة حقيقية. فهو صالح جداً في كل الأوقات في الظروف السهلة والصعبة ورحمته وعطفه الممزوج بالحب متجدد كل يوم. هو حقاً أبونا الذي يهتم بكل تفاصيل حياتنا ويرتب الأفضل لنا. هو أيضاً الصديق المخلص دائماً الذي لا يخزلنا حتي لو أخزلناه

المسيح مخلصي : كنت في ورطة ودمار شامل بدون المسيح في حياتي وفي وسطها. لولا إنقاذ المسيح وحمايته لي، ربما كانت نهايتي المؤكدة هي السجن وكان دماري بلا أمل. لقد أعتقني المسيح من أتعابي وأنقذ حياتي حرفياً م