اسمي / محمد عبد الصبور
تاريخ ميلادي 19 / 9 / 1955
مهنتي / أخصائي جراحة عامة
متزوج ولي طفلتين جميلتين ، لي عيادة خاصة ، مجهزة بعمل تحليل وأشعة . حياتي كانت طبيعية وعادية جداً .إلا أنها رغم كل ذلك ، كانت تفتقد للمعنى
! كل شخص عندما يمسك بالقلم ، فمن المؤكد بأن عنده ما يود أن يقوله ، وما يكتب من المؤكد أن يحوي رسالة ما ! ويمكنني أن أبتدأ من حيث يجب أن أنتهي .. الله وجدني
. كانت البداية صباحاً ، وبالتحديد في السادسة من فجر أحد الأيام ، لست أذكر، تحديداً ، تاريخ ذلك اليوم . إلا أن ما أذكره جيداً هو أنه كان في سنة 1991 ، كنت ساهراً وبجواري المذياع ، وكنت أبحث بالمؤشر عن إحدى الإذاعات التي ربما أجد عليها أغنية جميلة تناسب هذا الصباح السعيد . وتوقفت بالمؤشر عند إحدى المحطات ، وكان المذيع رجل ذو صوت قوي مميز جداً . وتأملت في كلماته التي كان يتحدث من خلالها عن ” ابن الله ” ، أو ” يسوع المسيح ” وأشياء كثيرة بدت لي في حينها متناقضة . فجأة قلت : ” مالي وهذا الهراء ! أغلق هذا المذياع ، أو ابحث عن محطة أخرى ” . وفعلاً أغلقت المذياع ، وانتهي يومي
. لكن بقي في داخلي رغبة في معرفة المزيد ، عما يقوله هذا المذيع ، كنت متيقناً بأن هذه الإذاعة مسيحية ن لذلك سألت أحد أصدقائي المسيحيين عنها فأرشدني إلى الفترة المسائية . وجاء المساء ، ومنت مستعداً أتم الاستعداد لها ، وأمسكت بالورقة والقلم لكي أدون بعض الملاحظات التي ربما تحتاج إلى مزيد من المعرفة أو البحث . ولا أخفي عليك فلقد كان لدى خلفية عن معتقد أهل النصارى من قراءتي السابقة ، فهناك قصة ” عيسى ابن مريم ” البتول ، عبد الله ورسوله إلى اليهود ، في كتاب ” البداية والنهاية ” لابن كثير
وتلك كانت البداية في متابعة البرامج المسيحية ، وهي التي واظبت على متابعتها ، بالاستماع ، ولم أكن قد قررت مراسلتها ، فقط أستمع ! . إلا أن ما خرجت به من نتيجة – بعد طول استماعي لها – مفادها : أن هؤلاء الناس لا بد وأن لديهم فكر قوي ، وعقيدة متينة يبنون عليها إيمانهم .. وسألت نفسي : ” لماذا لا أحاول أن أبدأ في معرفة فكر هؤلاء القوم ، وذلك عن طريق قراءة كتبهم المقدسة وشروحها ، وبالفعل بدأت في مراسلة كل البرامج تقريباً ، وكان نصيبي الفشل ، إذ لم أتلقى أي رد منهم !فكففت عن المراسلة . إلا أنه وبعد ستة أشهر تقريباً ، وصلني خطاب من أحد البرامج ، وكان برفقة الرسالة كتيب صغير ، وكان بنهايته أسئلة بسيطة طلب مني الإجابة عليها وإرسالها إليهم مجدداً ، وهذا ما فعلته فعلاً . وجاءني الرد ، وكان مع الرد دعوة بالزيارة ، بناء على طلبي ، إذ كنت أود في محاورتهم وجهاً لوجه ، فاستزيد من المعرفة عنهم ، ومن خلالهم ! وبالفعل قمت بزيارتهم ، ولم أكن وقتئذ بمتخذ تلك المحاورات بشكل جدي ، إذ كنت أعتقد ببطل عقيدتهم ، وبصدق عقيدتي ، هذا برغم أنني كنت غير متدين . إذ يمكنك أن تسميني ، بشكل عام ، علماني . ولكنني كنت معجب جداً بصفاتهم ، مثل الأمانة ، والصدق ، وسعة الثقافة ، ورغم معرفتهم الكثير عن عقيدتي ( الإسلام )– الغير ممارسة ، بل هي فقط من قبيل الإرث – فهذا كان لا يسبب لي أي حرج .
. كان هذا حالي ، إلى أن جاءتني دعوة بحضور يوم مفتوح يحضره جميع أصدقاء البرنامج ، وقد لبيت الدعوة بفرح ، إذ كان يمكنني أن استزيد في معرفة أفكارهم . وكان هذا اليوم يتخلله محاضرة ، كان موضوعها ” الله والإنسان ” ، وكان المتحدث شخص لم أقابله من قبل ، ولفت انتباهي بساطة ملابسه ، فهو لا يرتدي بدلة ، و لا كرافت ، وحتى طريقة إلقاءه غير التي اعتدت عليها سواء في الكنيسة – حيث حضرت عدة اجتماعات – ولا في المسجد حيث الحديث بالفصحى الملحنة ، والممزوجة بتصاعدات أنفاس الشيخ ، وصراخه ، في بعض المرات
! ولست أخفي عليك ، فلقد صدمت ، تماماً من الموضوع ، وبالشكل الذي تناول به المحاضر نقاط الموضوع ، وهو ما دفعني ، لا شعورياً ، في مقاطعته ومحاولة إيقافه ، ولست أدري – وقتئذ – لماذا كنت أرغب في مهاجمته ، ربما لأنه كان ينزع عني ورقة التين التي كانت تستر عري
.. وانتهت المحاضرة ، حيث كانت فرصة لتناول الشاي ، وذهبت إليه وكلي رغبة في معرفة رد فعله تجاه هجوماتي المتكررة ، أثناء محاضرته ، إلا أنني فوجئت به يرحب بي ، وببشاشة ، وسألته أما أزعجتك بطريقتي في المناقشة ، فما كان منه إلا أن رحب بمقابلتي مرات أخرى ، لنتناقش لا لنتناظر ، وفتح لي الباب لكل أسئلتي ، ورغم أنني كنت قليل الأسئلة مع كل من قابلت إلا أنني ، وفي تلك اللحظة كنت أود أن أسأل .. وأسأل
وخرجت من هذا المكان ، وكلي رغبة في القراءة ، وجمع أسئلة ، ربما وقتها راغباً في تعجيزه أكثر من الرغبة في الحصول على إجابات ، واشتريت في طريق رجوعي إلى المنزل كتاباً بعنوان ” شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ” ، وكان هذا ، فعلاً من تدبير الله ، فقد أثار الكتاب الكير من التحديات لدى ، وكانت تردني صفحات الكتاب إلى موضوع المحاضرة ، والذي تمركز حول نقطة أساسية ، ألا وهي سعي الله في البحث عن الإنسان ، وهي حقيقة كانت عكس ما كان قد ترسخ في كياني من أن الإنسان هو الذي يبحث عن الله !
.. وبزياراتي التي كنت أرتبها مع هذا “الخادم” ، تبدلت لا مبالاتي إلى الاهتمام ، وبدأت أدرك بأني كنت أحيا – رغم نجاحي مادياً – بلا معنى لحياتي ، وبلا قيمة لها . فما كنت لا أبحث عنه وجدني ، وأعطاني معنىً رائعاً لحياتي ، ومن خلال دراستي للكتاب المقدس ، استنرت بنور معرفة المسيح ” الكلمة ” ، مما أضاء لي كلماته ، فاستحالت المبهمات إلى أمور مفهومة حتى لعقلي
. ومن هذه الأمور التي كنت لا أفهما ، ولا أدرك معناها – على سبيل المثال لا الحصر – : سقوط آدم الأول في الجنة ، معنى قول الكتاب أن الرب استراح في اليوم السابع ، وكيف كان يمشي في الجنة ……وحتى قضية الثالوث تحولت من مشكلة عسرة الفهم ، إلى فهم ضرورته في ذات الله . وهكذا اختبرت عثوره على في كل جوانب حياتي ، فقد وجدني في المذياع ، ووجدني في الأخوة ، فيده الحانية ، وقلبه الكبير ، تجدني كل يوم فتقودني إلى المعنى .. كل يوم
! يا أخوتي الله وجدني ، أعطاني معنىً لوجودي ، إن كنت تحيا بلا معنى ، فلماذا لا تطلب منه أن .. أليس بقادر أن يعطيك معنىً لحياتك أيضاً