المسيح هو طوق النجاة الوحيد فى بحر الحياة المضطرب
هولاء يوكدون لاهوت المسيح

هولاء يوكدون لاهوت المسيح

من هو المسيح؟
من هو المســـــــــيح؟
قابلتني سيدة فاضلة تعرف أني خادم للإنجيل فسألتني معترضة: إن المسيح رائع، وقد عمل أعمالاً عجيبة، وصنع معجزات تفوق الخيال، وعلَّم تعاليم خالدة. والعجيب أنكم تقولونه ما لم يقله.. فتعجبت وسألت: ماذا قلنا؟ قالت: تقولون إنه ابن الله وهو لم يذكر ذلك في أي موضع من الكتاب، فكيف تفترون على رجل صالح مثل هذا؟ ففتحتُ كتابي وطلبت منها أن تتابع معي ما قاله المسيح عن نفسه وترى بعينيها المكتوب في الكتاب:
وقت المحاكمة يقول البشير مرقس 14: 61-64
“أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال لة: أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ قد سمعتم التجاديف. فحكموا عليه أنه مستوجب الموت”.
أليس هذا غريبا؟ ماذا قال المسيح حتى يمزق رئيس الكهنة ثيابه ويكسر الوصية لاويين 10: 6، معرضاً نفسه للموت؟‍‍ وما هي التجاديف التي قالها المسيح حتى تجعل رئيس الكهنة في غير حاجة إلى شهود،‍‍ ويصدر الحكم فوراً بالموت؟ لقد قال: “أنا هو”.
في لغتنا الجميلة “أنا هو” لا تعني شيئاً يستوجب كل غضب رئيس الكهنة! لكن في اللغة الأصلية التي سمعها السامعون وقتها تعني اسم الجلالة الله “أنا هو الذي أنا هو” (خروج 3: 14).
فحينما سأل رئيس الكهنة السيد المسيح: “أأنت ابن المبارك؟” قال له: “أنا الله”. فحقَّ للرئيس ان يمزق ثيابه ويقول: سمعتم التجاديف! إنسان يقول عن نفسه إنه الله. إنه مستوجب الموت.
وألتفتُ إلى تلك السيدة وقلت: “لقد قالها المسيح، ونحن لم نقلها”. ثم سارعت بشاهد آخر قبل أن أسمع رد فعلها:
يوحنا 10: 33
“أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً”. ثم قلت لها: إن المعول عليه هو اللغة الأصلية وفهم السامعين لها؟ لقد فهم سامعو المسيح ما يعنيه بكلامه، فقد كان يعلن لهم أنه الله.
يوحنا 19: 7
“أجابه اليهود (أجابوا بيلاطس الوالي): لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله”. ثم صرخوا: “اصلبه! اصلبه!”. فقال لهم بيلاطس: “خذوه أنتم واصلبوه لأني لست أجد فيه علة”. فأجابه اليهود بالقول السابق، والذي فهموه من كلامه معهم.
لقد فهم اليهود معنى البنوة لله وهو أنها تمام المعادلة لله.
يوحنا 5: 17، 18:
“فأجابهم يسوع: أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال إن الله أبوه معادلاً نفسه بالله”.
يوحنا 8: 56-59
قال المسيح: “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح”. فقال له اليهود: “ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم؟”. قال يسوع: “الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن”. فرفعوا حجارة ليرجموه.
هنا يعلن السيد المسيح ألوهيته، فكلمة “كائن” (دائم الوجود) هي “يهوه” اسم الجلالة “الكائن والذي كان والذي يأتي”. وعرف اليهود المعنى، لذلك رفعوا حجارة ليرجموه.
ثم سألت السيدة: “هل لا زلت تظنين أننا نضع في فم المسيح كلاماً عن نفسه لم يقله؟؟”. فأجابت: “ما كنت أعلم كل هذا.. لكن”. فسارعت أقول: “اتركي لكن لنهاية الحديث، فما زال عندي الكثير”.
السيد المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يتردد أبداً في أقواله. لم يؤجل سائلاً وجَّه إليه سؤالاً بحُجَّة أنه سيسأل من أرسله. ولم يقل أبداً “هكذا قال السيد الرب” لكنه كان يقول “سمعتم إنه قيل، أما أنا فأقول” وهذا القول في منتهى الخطورة إذا كان من شخص عادي، فهو يقول إنه يكمل شريعة موسى “أما أنا فأقول”. فالمسموح له أن ينطق بهذا القول هو أعلى من الله، أو هو الله نفسه. ولا يمكن لأحد أقل من مُعلِن شريعة موسى أن يقول هذا. فلا بد أن يكون قائل “أما أنا فأقول” هو الله نفسه الذي له حق توضيح قانونه حتى يستطيع الناس تطبيقه(مثل حق المشرع في وضع اللائحة التفسيرية لتشريعه). المسيح هو الوحيد الذي لم يعتذر أو يناقض نفسه، بل قال: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (مرقس 13: 31)