حتمية كفارة المسيح
تحميل الكتاب
شخصية المسيح من أكثر الشخصيات التاريخية التي أثارت حولها جدلاً عنيفاً لم تنطفئ جذوته على مدار ما يقرب من ألفي عام، فقد كانت ولادته محل أسئلة وجدال، وكانت حياته مثار تعليق ونقاش، ثم أصبح موته وقيامته وصعوده للسماء، وانتظار مجيئه ثانية إلى أرضنا ليكون حكَماً عادلاً تحوُّلاً في مسار البشرية الفكري والاعتقادي. وبسببه قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن.
وكان من المتوقَّع أن تهدأ عاصفة الحوار حول المسيح الذي فيه نرى كمال البشرية، وكمال الألوهية، بانتشار أسفار العهد الجديد، واعتبار كلمتها كلمة الفصل في الجدل القائم. غير أن طبيعة البشر التي فُطرت على الخلاف والاختلاف، أبت إلا أن تفكر، ثم تنظر وتفكر. فمنها من آمن، ومنها من أصرَّ واستكبر.
وعُقدت المجامع الكنسية وخرجت القرارات تحسم الموقف، وما له من حاسم! والبشرية مختلفة منقسمة وما زالت!!
وإذا كانت حياة المسيح ومعجزاته لم توجّه الفكر البشري إلى اتجاه واحد، ولم يكن صلبه وتألّمه دافعاً لهذه الوحدة، ولم تفلح كتابات تلاميذه وشهود العيان في تحقيق الخلاص للبشرية جمعاء، فنحن لا ندَّعي لبحثنا، ولا نطمع لدراستنا أن تحقق هذا .. بل حسبنا أنه جهد نضعه أمام ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، شهادة لنا قبل غيرنا. رافعين صلواتنا أن يكون بركة لمن يقرأه، وأن يهدينا سواء السبيل.