اختبار يوناثان
نشأت في الخليج العربي ، لأسرة مسلمة أحبتني . وفي فترة المراهقة التقيت بشاب ، عن طريق بعض الأصدقاء ، ولأنه كان من جنوب آسيا ، بدأت أهزأ به ، وكانت تلك هي عادة العرب في تلك المنطقة . كرهني في البداية ، ولكن لكي يتفادى ذلك بدأ في مصادقتي ، وفعلاً أصبحنا أصدقاء . كان شاباً حكيماً في ذلك الوقت ، كان يعمل في محل للتسجيلات . وعندما كنت أهرب من المدرسة ، كنت أذهب إليه بالمحل ويستمع لك شكواي ، وكان يعطيني النصيحة عندما أطلبها رغم أنه لم يكن مسيحي حتى ذلك الحين . كان لكل منا عاداته السيئة ، ولكننا أحببنا بعضنا البعض كأخوة
وبدأت أبحث عن الله وكلي رغبة لأن تكون لي شركة معه . ودرست القرآن كل يوم في المدرسة وكان لدى الكثير من الأسئلة عن الله . وكنت أتساءل : لماذا كان الله جافاً وبعيداً في الأوقات الصعبة التي كنت اجتازها .؟ وكمسلم كنت أؤمن بوجود ملاك على كل كتف من أكتافي ، أحدهما يسجل الأعمال الطيبة والآخر يسجل السيئة . وعندما أفكر في حياتي والقرآن ، أدركت أن كل المسلمين ، بمن فيهم محمد ، سوف يذهبون إلى الجحيم بسبب خطايا معينة ارتكبوها في حياتهم . وكنت أعرف أن بعض الخطايا الكبيرة لا يغفرها الله ( طبقاً لقول القرآن ) ولسؤ الحظ كنت أرتكبها . ولهذا بدأت أفكر في نفسي :” لماذا يكون الله ظالماً ؟ خلقني من البداية لكي يعاقبني . هو يعلم أنني ضعيف ، ومع ذلك سيعاقبني بسبب خطاياي . وهو يعلم أن لنا طبيعة خاطئة . وإزداد الحاجز بيني وبين الله وقررت أن أرتكب الخطايا واستمتع بحياتي ، طالما أني سأذهب إلى الجحيم في كل الأحوال . وبدأت أبحث عن الله في الأماكن الخاطئة ، ولكني كنت احتفظ بعلاقتي مع صديقي هذا
وفي أحد الأيام قمت بزيارته في المنزل ، ولم يكن مسيحياً بعد، ولكن أبواه مسيحيان ويعقدان اجتماعات للصلاة في منزلهم . وكان يُعرض فيلم حياة السيد المسيح في منزلهم . وأتذكر أنني سخرت من الأمر كله ، وبدأت أسأل بعض الأسئلة ” كيف يمكن لنبي أن يظهر على شاشة التلفزيون ؟ ومن أين أتوا برسم لصورة يسوع ؟ هل كان لديهم كاميرات في ذلك الوقت ؟ ” وضحكت منهم كثيراً .. ولكن لم يبد أي واحد منهم أي استياء من أسئلتي وتهكماتي
ثم رجعت إلى بلدي العربي لألتحق بالجامعة ، وشعرت أن الله قد أنهى علاقاتي السيئة ( ولست أدري لماذا ، ولكن أبقى على أفضل أصدقاء حياتي ) وفي أثناء ذلك أصبح صديقي مسيحياً وعندما اكتشفت ذلك بدأت أحسده على ذلك . وتسألت ما الذي قدمته المسيحية له أفضل من صداقتنا . وارتبط بكنيسة في الخليج العربي . ما هي المسيحية ؟ ثلاثة آلهة ؟ مات واحد منهم وبقي اثنين ؟وعندما رجعت إلى الخليج بعد إنتهاء الفصل الدراسي ، حلمت بالمسيح الذي طلب مني أن أعود إليه وأقرأ الكتاب المقدس ، وسوف يريني الطريق والحق والحياة , وشعرت بإنزعاج وأبلغت والدتي بما رأيت ، وقالت لي بأن حلمي عن المسيح هو ” إنتصار ” ( حلم سعيد ) وهذا ما أدهشني . وبعد بضعة أيام رأيت صديقي وتوقعت أن يقضي معي فترة طويلة في ذلك اليوم . وقال لي أنه ذاهب إلى الكنيسة ، فاليوم يوم الأحد ، ودعاني لرفقته . وكان لي رغبة شديدة لكي أشاهد بعيني ، كيف يصلي المسيحيين ، وأردت أن أذهب معه . واندهشت لأني رأيتهم يتناولون عشاء الرب . وقال أحدهم أنني لا أستطيع الاشتراك معهم ، ما لم أؤمن بالمسيح ! استمع صديقي وأجاب على سؤالي . وفي الأسبوعين التاليين فكرت كثيراً في المسيحية وبدأت أقرأ في الكتاب المقدس . وكلما قرأت إزدادت رغبتي في المعرفة . كنت جائعاً للحق
وفي صباح أحد الأيام قابلت مسيحي أمريكي ودعاني لتناول الافطار معه ، لكي يبحث معي أسئلتي . سألته ما إذا كان يريد أن يكون مسلماً ، فأجابني بتعقل وقال :” لو أعطاني الاسلام ما قدمته لي المسيحية فسوف أؤمن بالإسلام”. وقال لي أنه قرأ القرآن . وشعرت بأنه يحترمني ويحترم ثقافتي العربية . وبعد إسبوع ذهبت مرة أخرى إلى الكنيسة مع صديقي ، ولن أنسى ما حدث في ذلك اليوم . قدم القسيس المائدة في الأمام . فتقدمت لكنه قال لي ” يا يوناثان هذا هو دم المسيح الذي مات من أجلك …” تأثرت كثيراً لأنه عرف اسمي . وسلمت حياتي للمسيح وسميت نفسي أنا وصديقي ” داود ويوناثان ” كصورة للصداقة الحميمة بيننا كما كانت بين ” داود ” ويوناثان ” في العهد القديم
وهكذا أصبحنا أصدقاء ، وتلك هي بعض تفاصيل شهادتي . ويصعب على كتابة كل التفاصيل والأفكار . لكني أريد أن تعرف شيئاً عن حياتي . فقد تزوجت بزوجة جميلة ولي ثلاثة أبناء ، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأقمت فيها ثماني سنين حيث درست ” التربية ” وعملت بالتدريس . وها أنا أنتظر الوقت المناسب لعودتي للعالم العربي لكي أُعلم وأبشر للمسلمين هناك