أن الثالوث الذي حاربه الإسلام غير تثليث المسيحيين، لأن الإسلام نظر إليهم كقوم موحدين، فقال: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم. وقولوا: آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون” (العنكبوت 29: 46) وجاء في سورة البقرة 2: 62 “ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين، من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً، فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. كذلك حرم على المسلم الزواج من المشركات إلا إذا أسلمن: “ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنَّ” . ولكنه سمح للمسلم أن يتزوج مسيحية وتبقى على دينها وهذا يعنى أنها غير مشركة. كما أن هناك آية تفصل بين المشركين والنصارى تقول “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك أن منهم قسيسين ورهباناً، وأنهم لا يستكبرون” (المائدة 5: 82).
لذلك فالثالوث الذي حاربه الإسلام هو ثالوث خاطئ ينادي بالولادة التناسلية والتزاوج والتعدد في الذات الإلهية بدليل الآيات الآتية:
النساء 4: 171 “ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله واحد”
ونحن لا نقول أن الله ثلاثة بل واحد.
المائدة 5: 72: “لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة”.
ونحن أيضاً لا نقول هذا بل نعلن أن كل من يقول هذا فقد ضل ضلالاً بعيداً.
أما الثالوث المحارَب فهو ثالوث المريميين الذي ذكرناه، بدليل قوله في سورة المائدة 5: 116:
” وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله”!
——————————————————————————–
التثليث الذي حاربه الإسلام
المسيحية في الإسلام
القمص إبراهيم لوقا
التثليث الذي حاربه الإسلام
تعتقد المسيحية أن الله واحد الذات، مثلث الأقانيم. وهي بذلك لا تنافي الوحدانية، لأنها لا تُعلّم بتعدد أو ولادة تناسلية، كما ينعتها مناوئوها. فالقول بأن الإسلام قد حارب المسيحية في هذا المعتقد قول مردود، فهو لم يحارب ثالوث المسيحية الصحيحة، وإنما حارب تعليماً يقول بالتعدد والإشراك والولادة التناسلية. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
أمّا ثالوث المسيحية الأقدس فقد تكلم عنه القرآن بكل تقديس وتبجيل، مما يؤيد القول بأنه حارب معتقداً غير المعتقد الذي ندين به، وتعلمنا إيّاه المسيحية الحقة، يثبت ذلك من:
1 – التثليث الذي حاربه القرآن هو تثليث التعدد والإشراك:
قلنا إنّ المسيحية تعلم بتثليث لا ينقض الوحدانية أو ينافيها، فهي تؤمن بالآب والابن والروح القدس إله واحد في جوهره. وهي لا تعلّم قط بتعدد الآلهة، بل تنكر هذا التعليم إنكاراً كلياً. وقانون إيماننا يبدأ بالقول: نؤمن بإله واحد. ولو كانت المسيحية تقصد بالتثليث التعدد والإشراك لما صرحت بأن هذا التعليم فوق الإدراك، وهي لم تصرح بذلك إلا لما تعتقده من عدم مناقضته لوحدانية الله. والثابت المقرر أن الإسلام حارب تعليماً يشير إلى تعدد الآلهة أو الإشراك بالله.