شهادة سراج الدين
الإسلام هو الدين الرسمي في بلدي . والقانون مأخوذ من الشريعة الإسلامية ، ولكنى أُعتبر خائناً للإسلام .فقد ولدت في عائلة مسلمة ، ولا أعرف شيئاً عن يسوع المسيح ، ومع أن لدى الكثير من الأصدقاء المسيحيين . وأذكر أنه يوماً قد طلبت من أحدهم نسخته من الكتاب المقدس ليعيرني إياها ، وعندما بدأت في القراءة فيه ، اندهشت إن وجدت أن الله يحبني ، وجعل لنا طريقاً لغفران خطايانا ، وذلك بموت يسوع المسيح على الصليب ، ويمكنني أن أخلص ، ولن أموت بسبب خطاياي . . وأثناء دراستي للإسلام لم أجد طريقاً لمعرفة الله . ولكن عند دراستي للكتاب المقدس وجدت أن يسوع المسيح وحده هو الذي يستطيع أن يُشبع جوعي إلى معرفة الله. لذلك قررت أن أتبع يسوع ، مؤمناً به رباً ، ومخلصاً ، وفادياً لحياتي .وعندما قررت ذلك ، تبدلت حياتي كلها ، ولأول مرة شعرت بالسلام . وتعمدت في أحد الكنائس وأصبحت عضواً فيها ، وبدأت أشهد عن الحياة الجديدة في يسوع بين أصدقائي ، وأيضاً في الكثير من الكنائس
وفي أحد الأيام ، تحديداً في ديسمبر 1981 ، تحدثت مع بعض الناس في تاكسي عن المسيح ، وأظهروا لي ترحيباً لما قلته ، وطلبوا مني عنوان كنيستي لكي يحضروا الاجتماعات . ولكم فرحت لطلبهم ، وأعطيتهم العنوان ، ولم أكن أدرك بأن هذا كان فخاً ، وكميناً . فما كان منهم إلا وقد أبلغوا السلطات عني وعن إيماني المسيحي . وفي نفس الليلة حضروا إلى الكنيسة ، ومعهم البوليس السري وألقوا القبض على ، وهو أمر غير قانوني بالمرة . وعند وصولي للسجن ، سألني أحد الحراس عن سبب مجيئ ، وأخبرته بأنني مسيحي ، فما كان منه إلا وأحضر الحلاق ليحلق لي شعر راسي كله ، ووضعوني بزنزانة حبس إنفرادي مدة خمسة أيام ، ولم يسمحوا لي بالاتصال بعائلتي أو أصدقائي ن ليعفوا مكاني . وضرني أحد الحراس ، وأخبرني بأنه ينمكنه أن يطلق سراحي إن أنكرت إيماني بالمسيح . وهو ما رفضته تماماً ، وعندئذ تم نقلي إلى سجن آخر حيث يتواجد فيه أخطر المجرمين في البلد . ولم أُقدم للمحاكمة ، وبقيت في حبس إنفرادي لمدة ثمانية أشهر . وبالرغم من أنه يصرف لكل سجين بطانيتين ، إلا أنهم رفضوا إعطائي أي شيئ ، لأنني مسيحي ، لذا كنت أنام على الأرضية الأسمنية ، بلا سرير أو غطاء ، في فصل الشتاء ، ولا أي من الضروريات التي يتمتع بها أي سجين أنا ، فأنا مسيحي
طلب مني مأمور السجن بألا أتحدث مع أي من المساجين أو الحراس ، ربما لأنه كان يخشى أن ” يُفتنوا عن دينهم” ز وكان إن رأني احد الحراس وأنا أتكلم مع أحد ، ما كان منه إلا أن يلطمني ويدفعني . وفي ذات المرات تحدثت مع سجين طلب مني كتاباً مقدساً ، فما كان جزائي إلى الضرب بكرباج مأمور السجن
طوال هذه الفترة ، حاول أهلي معرفة مكاني ، وسألوا عني قسم الشرطة ، والبوليس السري ، ولكن الجميع أنكر معرفتهم بي . وفي ذات الأيام لان قلب أحد زملائي في السجن ، وقد كان مسموحاً له بمراسلة أهلة ، وعرض على بأنه يمكنه أن يرسل رسالة إلى أهلي فيعرفون أين أنا ، لربما ساعدوني على محنتي تلك . وفعلاً قبلت عرضه وكتبت إلى أهلى ، وما كان منهم إلا أن أتوا سراعاً إلى السجن ، ولكنهم فوجئوا بإنكار السجن ، وسجلاته الخاوية من اسمي ! فما كان من أحد أخوتي ، وهو ضابط بالجيش ، من عمل بعض الاتصالات مع بعض المعارف ليساعدوه في زيارتي ، بحجة أنهم ربما تمكنوا من إرجاعي إلى الإسلام مرة أخرى . وفعلاً نجحت المحاولة ، وأتوا لزيارتي ، وحاولوا تقديم مساعدات لي ، إلا أن مأمور السجن رفض تماماً ، ولكن تحت إلحاح ، قبل أن يسمح لي بالقليل ، وهو الطعام القليل الذي كانوا يحملوه في زياراتهم القليلة ، بينما رفض المأمور ، وصول أي نقود لي تمكنني من أن أنتفع بأي شئ ، من خلال رشوة الحراس ، مثلاً الحصول على ماء ساخن ، وبخاصة في فصل الشتاء .. وكان المأمور يرسل لي في مرات متتابعة ، من يسألني إن كنت أرغب في إنكار المسيح فيطلق سراحي ، وظللت أرفض
فما كان منهم إلا أن أطلقوا سراحي تحت شرط ، وتهديد بألا أقترب من أي كنيسة وإلا أعادوني مجدداً للسجن
ولكنني اخترت المسيح ، وخدمته