من هو المسيح؟
شهادة الرسل بألوهيته:
إن شهادة الرسل الذين درسوا الديانة اليهودية، التي نعلم التوحيد ذات أهمية كبرى وقد جاءت شهادتهم عن طريق الأثر القوي الفعال الذي انطبع في عقولهم وقلوبهم وضمائرهم من حياة يسوع الفائقة الطبيعة وتعاليمه السماوية وأعماله العجيبة، حتى آمنوا بألوهيته, وفي كل ما كتبوه عن لاهوته وتركوا كل شيء وتبعوه، لم يشعروا بأنهم أتوا أمراً غير عاد أو مخالف لعقيدتهم التوحيدية ففي الأناجيل التي دونوها والرسائل التي كتبوها، نسبوا إليه كل الصفات التي اعتادوا أن يعزوها إلى الله, ذلك لأنهم وجدوافي المسيح ينبوعاً لحياتهم الروحية وفي كرازاتهم المدونة تكملوا عنه كقوة قديرة حاضرة وقد تأكدوا من أزليته ومجده الإلهي قبل أن يتجسد, وخلاصة القول أن أكبر مكابر لا يستطيع أن ينكر أن الرسل والمسيحيين الأوائل عبدوا يسوع كرب, وها هي عينات من شهاداتهم:
مرقس الإنجيلي: هذا التلميذ افتتح إنجيله بالقول بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللّهِ ـ مرقس 1: 1 . وختمه بالقول: ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللّهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلَامَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ ـ مرقس 16: 19-20 .
يوحنا الإنجيلي: افتتح هذا البشير إنجيله بالقول: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، والْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللّه. هذا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ ـ يوحنا 1: 1-3 .
ولقد وردت الكلمة في اليونانية – التي هي لغة الإنجيل الأصلية – بلفظة لوغوس ومعناها النظام الذي يسود الكون، أو الوسيط بين الله والكون, والذي به خلق الله الكون,
لذلك ألهم يوحنا أن يبين لليهود واليونانيين معنى الكلمة، فقال: في البدء كان الكلمة كلمة البدء هنا تعني الأزل أي أن وجود الكلمة، كان سابقاً لكل وجود,
ولكي يقضي على فكرة القائلين بأن الله لا يمكن أن يتصل بالمادة، قال: والْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الْآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً ـ يوحنا 1: 14 .
بطرس الرسول: قال هذا الرسول في شهادته أمام جمهور اليهود: أَيُّهَا الرِّجَالُ الْإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذهِ الْأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللّهِ بِقُّوَاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللّهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هذا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللّهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.,, فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللّه جَعَلَ يَسُوعَ هذا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبّاً وَمَسِيحاً ـ أعمال 2: 22-36 .
بولس الرسول: قال هذا الرسول بإلهام الروح القدس: ل كِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَل كِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذا الدَّهْرِ، وَلَا مِنْ عُظَمَاءِ هذا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللّهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللّهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذا الدَّهْرِ – لِأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ ـ 1 كورنثوس 2: 6-8 .
فيسوع صار في صورة إنسان حين تجسد، وفي الوقت نفسه كان إلهاً لم يعرفه أبناء هذا الدهر, ولو أنهم عرفوا أنه رب المجد لامتنعوا عن صلبه,
وقال في مكان آخر: لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الْآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الْأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الْأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ ـ 1 كورنثوس 8: 6 .
وقال في رسالته إلى أهل كولوسي: شَاكِرِينَ الْآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللّهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ,,, فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلَاطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ ـ كولوسي 1: 12-17 .
وقال أيضاً: اُنْظُرُوا أَنْ لَا يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللَّاهُوتِ جَسَدِيّاً. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ ـ كولوسي 2: 8-10 .
قال رجل الله ستانلي جونس: إني أعرف أن لا شيء أسمى وأجدر بالله وبالإنسان من مشابهة يسوع المسيح لأني أعتقد إن كان الله مثل المسيح فهو إله صالح، يمكن الاتكال عليه والثقة فيه، لأن شكوك العالم ليست عن المسيح، بل هي عن الله لأن الناس حين يرون الزلازل تبيد الأبرار والأثمة على السواء, وحين يرون الأطفال يقاسون ألوان العذاب من أمراض مختلفة يتحيرون ويتساءلون أيوجد إله صالح في هذا الكون؟ ولكن الفكر المضعضع المرتاب يلتفت إلى يسوع المسيح بطمأنينة ويقول: إن كان الله مثل هذا فهو إله حق, ونحن كمسيحيين نقول أن الله كذلك فهو كالمسيح في سجيته ونعتقد أن الله هو يسوع المسيح في كل مكان وأن يسوع المسيح هو الله معنا, إنه حياة البشرية,
ولو اجتمع أكبر أصحاب العقول والنفوس بين الناس وشحذوا قرائحهم ليتوصلوا إلى معرفة صفات الإله الذي يودون أن تكون له سيادة الكون، لوجدوا أن صفاته الأدبية والروحية تتخذ صورة شبيهة بصورة يسوع، ومما لا ريب فيه إن أعظم بشارة أعلنت للجنس البشري، هو القول الموحى به من الله: عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللّهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ ـ 1 تيموثاوس 3: 16 ـ وإن أعظم ما نستطيع إذاعته على العالم غير المسيحي، هو أن الله الذي تعرفون عنه شيئاً غير جلي، ولم تعرفوا حقيقة صفاته لهو مثل يسوع المسيح وفي يقيني إن كان الله يعطف على الأطفال كما كان المسيح يعطف عليهم ويهتم بالأبرص والمنبوذ والأعمى والمشلول كما كان يسوع يهتم بهم وإن كان قلبه يشبه ذلك القلب الذي انكسر على صليب الجلجثة، فإني لن أحجم عن أن أقدم له قلبي بلا تحفظ ,
ج – كلمة ترشيح: لا تنطبق على الروح القدس لأن الروح القدس هو الله وإليك النصوص التي تثبت ذلك:
قال الرب يسوع في حواره مع المرأة السامرية: وَل كِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الْآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلْآبِ بِالرُّوحِ والْحَقِّ، لِأَنَّ الْآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلَاءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اللّهُ رُوحٌ. والَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ والْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا ـ يوحنا 4: 23-24 .
وقال الرسول بطرس لحنانيا الغاش: يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلَأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الْأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللّهِ ـ أعمال 5: 3-4 .
لعل اعتراضك مبني على تعاليم الإسلام، القائلة بأن الروح القدس هو الملاك جبرائيل، الأمر الذي لا تقره المسيحية لأن جبرائيل ملاك مخلوق، بينما الروح القدس إله خالق، بدليل قول الكتاب المقدس:
رُوحُ اللّهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي ـ أيوب 33: 4 .
تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ. وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الْأَرْضِ ـ مزمور 104: 30 .
ومن ألقاب الروح القدس الواردة في الكتاب المقدس روح الرب – روح المسيح – روح الله القدوس – الروح القدس – روح الحق – روح القداسة وكلها تدل على أنه الله نفسه,
د – عصمة البابا: نحن رعايا الكنائس الإنجيلية المصلحة، خارج سلطة البابا, لذلك فالأصلح لك أن تطرح سؤالك على أحد أتباعه,
ه – حق الكنيسة في الحرمان والغفران: ليس في تعليم الإنجيل ما يُمسى بالحرمان، بل هنالك تعليم يقضي بعزل الخاطي عن شركة المؤمنين إلى أن يتوب, فإذا تاب ورجع إلى الله، تعلن الكنيسة قبوله مجدداً في الشركة, وهذا التعليم منبي على الوصايا الرسولية التالية:
وَأَمَّا الْآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُّوٌ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً، أَنْ لَا تُخَالِطُوا وَلَا تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا.,, فَا عْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ ـ كورنثوس الأولى 5: 11-13 .
ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ، بِا سْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلَا تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا ـ 2 تسالونيكي 3: 6 .
أما تعليم الغفران فمبني على وصايا الرب يسوع نفسه، إذ فال:
اِحْتَرِزُوا لِأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَا غْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَاغْفِرْ لَهُ ـ لوقا 17: 3-4 .
وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ والْعَشَّارِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الْأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الْأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ ـ متى 18: 15-18 .
وقال الرسول يعقوب معقباً على هذا التعليم: أَيُّهَا الْإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلَالِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا ـ يعقوب 5: 19-20 .
و – وإذا كان لها الحق في ذلك أفلا يكون لها حق عزل من ألهتهم وترشيح آلهة أخرى؟
هذا القسم من السؤال يحمل معنى الاستهزاء، ونحن لا نتعامل مع المستهزئين وفقاً للتعليم النبوي القائل: طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الْأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ ـ مزمور 1: 1 .