من المسجد إلي الكنيسة
“شهادة يالمز”
منذ طفولتي وشبابي كانت لي رغبة دائمة لأن أكون أميناً وقريباً من الله. وكنت أؤمن أنه هو الخالق ومسير كل هذا الكون. ولدت ونشأت في مدينة بورزا في تركيا. ولأننا فقراء فكان كل أعضاء العائلة يعملون وقد شاركت أنا في ميزانية الأسرة. كنت أبيع الفطائر في الشارع.
وكانت توجد العديد من المدافن في بورزا وتعودت أن أصلي من أجل الأموات كلما مررت بهذه المدافن. وبمرور السنين شعرت برغبة عميقة لمعرفة الله أكثر لكي تكون لي شركة حية معه. أعرف القليل من اللغة العربية لذلك بدأت أقرأ القرآن باللغة التركية. وتعلمت الكثير الذي لم أكن أعرفه ورأيت أن الإسلام في القرآن يختلف تماماً عن حياة المسلمين. وبالإضافة إلي قراءة القرآن بدأت في قراءة الأحاديث النبوية وكتباً أخري عن الإسلام. وشعرت بجوع لمعرفة حقيقة الله. مارست الصلوات اليومية طبقاً للدين الإسلامي ولكنني لم أشعر بأنني مسلم كما يجب أن أكون.
وشعرت أنني عندما كنت أصلي أن صلاتي لم تصل إلي الله بل تصطدم بالحائط ولا تخترقها. ورغم صلاتي المستمرة وأعمالي الصالحة فإن الله لم يستجب لي. وبينما استمرت استفساراتي عن الدين ثارت الأسئلة في ذهني ولاحظت الكثير من التناقضات في القرآن وفي الحديث. وبدأت أتساءل ما هي الأجزاء الصحيحة في القرآن وفي الأحاديث النبوية. وحاولت أن أجد حلا لخطاياي ولكن لم أجد. واعتقدت أن الحل أنني سوف أتعذب في الجحيم لفترة ما وبعدها يمكنني دخول الجنة. والجزاء في الجنة عظيم “أنهار من العسل والنبيذ” مع أن المسلمين ممنوعون من شرب الخمر في حياتهم علي الأرض. لماذا إذاً سيسمح لهم بشرب الخمر طالما لم يسمح لهم في حياتهم بذلك ؟ ولقد وعد المسلمون أن تكون لهم حوريات في الجنة كمكافأة لهم. ولكن ماذا عن النساء ؟
وبعد فترة اقتنعت بأن الإسلام ليس هو الدين الذي يقود إلي الله. وسألت عن العهد القديم والجديد الذين يعتقد المسلمون بأنهم حرفوا. قررت أن أقرأهم لأري بنفسي هذا التحريف. وبالإضافة إلي هذا فعندما قرأت ما كتبه القرآن عن الكتاب المقدس قال : “إن فيه نوراً حقاً” ونصح اليهود والنصاري بقراءة كتبهم والأخذ بنصيحتها. وبعدما قرأت هذا بحثت عن الكتاب المقدس في مدينتي بورزا. يمكنك أن تجد كتباً عن الإسلام في كل مكان وكتبا أخري أيضا تنتقد الكتاب المقدس ولكنهم لا يبيعون الكتاب المقدس لسبب ما.
وفي أحد الأيام قرأت خبراً في جريدة إسلامية عن الإرساليات المسيحية وكتبت الجريدة عنوانهم البريدي. وأرسلت لهم خطابا أطلب فيه نسخة من العهد الجديد ولم أخبر أحداً بذلك لأنه يوجد ضغط شديد للإلتزام بالإسلام.
ولأن صاحب صندوق البريد كان فيما وراء البحار فعاد الخطاب لي مرة أخري. وربما أخطر مكتب البريد صاحب صندوق البريد بعد عودة خطابي. وكل هذا لأنني تلقيت خطاباً يسألني عن وصول ما طلبته. وأخبرتهم بعدم وصول ما أرسلوه لي. فأرسلوا لي ما طلبته مرة أخري وقد استلمته هذه المرة. ووجدت أن ما أرسلوه لي كان ممتعاً للغاية لأن يختلف عن فكرتي عن المسيح وعن ما تعلمته في دروسي الدينية الإجبارية في كل مدرسة تركية. وفي هذه المدارس يعلمون الإسلام والديانات الأخري في ضوء الإسلام.
وأرسلت خطاباً آخر للإرساليات أطلب فيه العهد الجديد. فأرسلوا لي نسخة ومعها بعض النشرات عن المسيحيين. وعندما قرأت العهد الجديد لأول مرة وجدته مشوقاً للغاية إذ أخبرني عن كيفية مجئ المسيح للأرض وأجري المعجزات وأقام الموتي. وبعدما قرأت كل ذلك بدأت أفكر “كل هذا حدث من ألفي عام. أي نوع من التأثير سيكون للمسيح نفسه علي ؟ وبدأت المشاعر الجميلة تولد في قلبي. وسمعت صوتاً داخلي يدعوني لقراءة العهد الجديد مرة أخري وقرأته للمرة الثانية. وبدي كل شئ واضحاً. وعندما قرأت نصاً من إنجيل يوحنا ناداني صوت داخلي أن أؤمن بالمسيح وأنه مات من أجل خطاياي. لم يحدث مثل هذا الأمر طوالي حياتي وقررت الإستجابة للصوت الداخلي. ورددت صلاة فيها اعترفت بأن يسوع المسيح هو ربي ومخلصي الذي مات ليدفع ثمن خطاياي. وبعد هذه الصلاة شعرت بسلام عجيب وفرح قلبي كما لو أنني ولدت ثانية. ما أعظم سعادتي في تلك اللحظة.
ومنذ تلك اللحظة بدأت علاقة شخصية حية مع الله. وواصلت حديثي مع بلا توقف. لقد أصبح أعز صديق لي ولم يعد الله الذي سوف يتلذذ بتعذيبي في الجحيم ولكنه الإله المحب الذي ضحي من أجلي والذي تجسد في صورة إنسان وبذل نفسه لفدائي من الخطية. إنه يعيش في بالروح القدس. ما أعظم إلهنا.
ومنذ 1990 غمرني الله بغناه وأصبح أقرب صديق لي والذي معه أسعد بقضاء كل حياتي. وأطلب من كل من يقرأ شهادتي بأن يفتح قلبه لله ليخبره من هو يسوع المسيح وسوف يستجيب صلاتك.