الجحيم :
كان عبد الله مسلماً مخلصاً لدينه. وكان يعيش بالقرب من مكة، ويصلي خمس مرات في اليوم ويمارس كل المعتقدات الإسلامية ويزور مكة بانتظام. ومثل الكثيرين من المسلمين تعلم أن المسيحيين بهم أرواح شريرة ويجب الابتعاد عنهم.
في إحدي الليالي حلم عبد الله أنه في الجحيم وهو يحترق في اللهيب. وفي الصباح التالي صلي إلي الله وقال “لقد فعلت كل شئ حسناً فلماذا أذهب إلي الجحيم ؟”. وازدادت مشغوليته بهذا الأمر في الأيام التالية. لم يستطع أن ينام بسبب الخوف. وفي منتصف الليل أضاء نور ساطع غرفته وسمع صوتاً : “أنا يسوع. تعالي إلي. أنا الطريق إلي السماء اتبعني وسوف أنقذك من الجحيم”. سقط عبد الله علي وجهه وهو يصرخ قائلاً : “أرجوك ساعدني لكي أجدك”.
وبعد بضعة أيام وجد عبد الله الكتاب المقدس وبدأ يقرأه. وسلم حياته للمسيح. امتلأ بالفرح وبدأ يشارك إيمانه الجديد مع أسرته وأصدقائه. وطبقاً لشريعة بلده فكل من يترك دينه يقتل. وسلمته أسرته للسلطات. ألقي به في السجن واستمر تعذيبه لعدة شهور. ولما رفض عبد الله أن ينكر المسيح أخذ إلي المحكمة الشرعية حيث يحاكم أخطر المجرمين. وقال له القاضي : “أنكر إيمانك الجديد وسوف نطلق سراحك وإلا فسوف تشنق”. فأجاب عبد الله : “لن أنكر إيماني وإذا قتلتوني سوف أذهب للسماء ولكن دمي سيكون علي رؤوسكم”. وحكم علي عبد الله بقطع رأسه في يوم الجمعة التالي.
أعيد للسجن مرة أخري مربوط اليدين والرجلين. وفي اليوم المحدد لقتله لم يحضر أحد. وفي يوم الإثنين فك الحراس قيوده وقالوا له “إذهب أيها الشيطان، لا نريد أن نراك ثانية”. لم يصدق عبد الله ما سمعه وسألهم لماذا ؟ قال له الحراس إنه في اليوم المحدد لقتلك مات فجأة ابن القاضي. وكنتيجة لذلك غير القاضي حكمه.
ومثل معظم السعوديين كان عبد الله من أسرة غنية وكان يحصل علي كل ما يطلبه بسهولة. ولكنه الآن رفض من عائلته ولم يكن له مصدر للدخل ولم يتمكن من الحصول علي وظيفة لأنه يعتبر مرتداً وخائناً. وأخذت منه بطاقته الشخصية كما يمكن القبض عليه في أي وقت. ورغم هذه الضغوط الشديدة عليه تمكن عبد الله من العيش في السعودية لعدة سنوات وهو يعلن عن يسوع للأخرين بكل نشاط وحيوية.
السلام :
انتقل إبراهيم يوسف يعقوب الهندي المولد مع عائلته إلي الكويت وهو في سن السادسة وهو في فترة المراهقة التحق بالعمل مع أخيه الأكبر حتي وصل العشرين من عمره وتمكن من جمع مبلغ كبير من المال. وكانت له شركة انتاج ضخمة للتلفزيون في الكويت. وكمسلم تقي بدأ يدرس القرآن واتبع كل ما تأمر به الشريعة. تصدق علي الفقراء وقام بالحج إلي مكة عدة مرات. ولكن كان هناك أمر واحد فشل إبراهيم في تحقيقه. وحاول أن ينتحر أربع مرات. لماذا لا يشعر بالسلام ؟ وبدأ يبحث في القرآن عن إجابة لأسئلته ولكنه لم يجد.
سافر لإنجلترا لدراسة الهندسة الإليكترونية. وفي الأسبوع الأخير من رمضان أصيب إبراهيم بالأرق. لم يستطع النوم إطلاقاً. وجد الكتاب المقدس في غرفته بالفندق. وعندما فتحه قرأ في قائمة في مقدمته أنه إذا كان يريد نوماً هادئاً فليقرأ المزمور الرابع. وصلي إبراهيم قائلاً : “يا الله إذا كنت أنت إله هذا الكتاب فامنحني نوماً”. واستلقي علي السرير ونام نوماً عميقاً بلا أحلام. وفي اليوم التالي نسي الكتاب المقدس وصلاته لله. التقي بالصدفة مع رجل في الشارع يعظ قائلاً أن يسوع هو الطريق الوحيد للسماء. اعتقد إبراهيم أن هذا كلام فارغ وأن يسوع ليس هو ابن الله. كما التقي إبراهيم أيضاً بإثنين أمريكيين طلبا منه أن يطلب من الله لكي يجيب علي اسئلته ولأن الله يحبه فسوف يتحدث إليه. لم يسمع إبراهيم من قبل أن الله يمكن أن يتحدث إليه. بعد خمس ليالي حلم إبراهيم بنور شديد في صورة صليب وصوت يقول له : “هذا هو طريقي. يسوع هو ابني. إنني أمنحك سلامي وفرحي”.
سمع إبراهيم كل هذا من الله مباشرة وبدأ يحسب تكاليف اتباعه ليسوع. كان يعلم أنه سوف يرفض تماماً. ولكن كلما فكر في المسيح ازداد شوقه لمعرفة أكثر. والتقي إبراهيم بسيدة مسيحية حدثته عن يسوع وبدأ يبكي وسلم حياته للرب يسوع. وأول شئ عمله هو أنه أخبر عائلته. غضبوا غضباً شديداً وأخبروه أنهم لا يريدوا أن يسمعوا منه ثانية. وبدأ إبراهيم دراسة الكتاب المقدس بطريقة جادة وتزوج بمسيحية. ولم تصطلح معه عائلته. وفي أحد الأيام تلقي برقية لحضور حفل زفاف أخته وقال له والده : “لقد غفرنا لك ونرجو حضورك”. وعندما صلي إبراهيم أخبره الرب ألا يأخذ زوجته معه. وعند وصوله إلي بومباي رحبوا به ترحيباً حاراً. وبعد فترة بسيطة هاجمه أبوه وضربه وركله حتي سالت دماؤه. وساند كل أعضاء الأسرة ما فعله الأب. وظل إبراهيم يردد “لا يمكنني أن أنكر يسوع” وصوب أبوه البندقية نحوه. وقبل إطلاق النار بثوان أبعد عم إبراهيم البندقية عنه. وأبقوا إبراهيم كسجين بالمنزل وحطموا كل صور زفافه وكتابه المقدس وباقي الكتب المسيحية. وبمرور الأيام ظل إبراهيم سجيناً وأخبر والده الحراس بقتل إبراهيم إذا حاول الهرب. وتدريجياً سمح له بالخروج لمقابلة أصدقاؤه ولكن معه أحد الحراس. وطلب إبراهيم من والده أن يري زميل سابق بالمدرسة وسمح له أبوه بذلك. وقال الرب لإبراهيم : “في هذا اليوم أترك عائلتك”. وبينما كان إبراهيم يسير مع والده وإذ بوالده انشغل في أمر خاص به وقال لإبراهيم أن يذهب بمفرده لمقابلة صديقه. وانتهز إبراهيم الفرصة وذهب إلي قسيس مسيحي وساعده علي الهرب. ومن فترة وجيزة تحدث إبراهيم بالتليفون مع والده الذي قاله له : “أنا أعلم أن إلهك حق لأننا لمدة عشر سنوات فشلت كل خططنا لمحاولة إلحاق الضرر بك”.
سيدة مسلمة من عائلة عريقة :
السيدة بلقيس الشيخ سيدة مسلمة من أسرة كبيرة وزوجة سابقة لوزير داخلية باكستاني. أعطاها الله أحلاماً ورؤي عن يوحنا المعمدان وعن نفسه كالله الآب ويسوع الإبن والروح القدس. وقادها الرب لتقرأ الكتاب المقدس. وعندما سمعت أسرتها بذلك واجهوها. ولكنها كانت مقتنعة تماماً بإيمانها الجديد وهددوا يقتلها وحرق منزلها. قاطعتها الأسرة وتركها خدامها المسلمون قائلين أنها أصبحت خائنة ومرتدة. وتلقت الكثير من التهديدات من أسرتها ومن آخرين أيضاً. لكي تشهد عن يسوع وسوف تطيعه مهما صادفها من متاعب. وأخيراً هربت إلي الولايات المتحدة وكتبت كتاباً عن اختباراتها.