من هلال القمر إلى كوكب الصبح المنير
وُلدت ونشأت في تركيا في أسرة غير متدينة . ولأنني كنت الابنة الوسطى ، لم أدرك محبة والدى ورعايتهم لي . وكانت لي خالة مرحة ، كانت دائماً تسألني مازحة : أي شئ فيك لدعو والديك لحبك ؟. أختي الكبرى كانت هي البكر ، بينما لي أخ صغير وكمايقولون ” آخر العنقود” لم يترك لي أي محبة لوالداي ، فقد اقتنصها كلها . ومع أن خالتي كانت تمزح معي ، إلا أنها لم تكن تدرك مدى تأثير كلامها على . ولم أفهم لما لا يحبونني ؟ ولم يعلم أحد أنني كنت بحاجة إلى من يعرفني بأن والداي يحبونني ، لأنني ابنتهم. ولعدة سنوات عانيت كراهيتهم ورفضهم لي . وبمرور الوقت كان هدفي الوحيد هو محاولة كسب حب والداى لي
وعندما بلغت الخامسة من العمر لم يتمكن والدي من إيجاد مربية لي ، لتعتني بي ، وبخاصة وهم في عملهم. وكانت والدتي مدرسة بالتعليم الابتدائي ، وبدأت تأخذني معها إلى المدرسة وتتركني بأحد الفصول الأولى . في الصباح كنت بالمدرسة ، وبالمدرسة كنت ألعب بكتبي ، ولم أكن قد تعلمت القراءة بعد ، إلا أنني كنت أنظر إلى الحروف وأكون تصوراً قصصياً من خلال تصوراتي لأشكال الحروف. إلى أن كان في أحد الأيام ، وإذا بالكلمات تحولت من أشكال إلى حروف ، فكلمات ، والكلمات تراصت في جملة ، واستطعت قراءتها . وعندما علم والداي فرحا جداً لذلك
وبالقرب من نهاية العام الدراسي ، كانت المدرسة التي تعمل بها والدتي تقوم بتقييم المدرسين ، وجاء مير المدرسة إلى فصلي ومعه من يقوم بهذا التقييم ، وكنت الوحيدة في هذا الفصل ، الذي تمكن من الاجابة على أسئلته . وعندما علم والداي بذلك فرحا جداً. ومنذ ذلك الوقت علمت أن أسهل طريقة لكسب حب والداي هو أن أكون ناجحة في المدرسة. وقد غير هذا الاكتشاف حياتي تماماً . . ومنذ ذلك اليوم تملكتني روح المنافسة لأتفوق على كل زميلاتي وأخوتي ، بل وحتى على نفسي . وكنتيجة لذلك أصبحت أفضل طالبة في المدرسة . كان والدي يحب العلوم وقد غرس هذا في نفسي منذ الصغر . وأحبني والدي ، ولكنني شعرت أن حب والدتي مرتبط دائماً بمدى تقدمي . ولذلك أصبح والدي صديقاً لي في حين أنني انزويت عن عن أمي
لما بدأت في الاستعداد للإمتحان لدخول الكلية ، كان خلمي الكبير أن ألتحق بقسم الاحياء ، وهو اختياري الثالث ، إذ كان الاختيار الأول ، وبناء على رغبة أبواي ، هو كلية الطب . وكنت وقتئذ مضطربة جداً ، إلا أنني كنت سعيدة في ذات الوقت . ورغم ذلك كان الاحباط في الانتظار . . كان والدي يرغبان في التحاق ابنتهما بكلية الطب ، ولكن عند سماعهما أنني قُبلت بقسم الاحياء أُصيبا بخيبة أمل . وهذا أشعرني بنوع من الفشل ، أولاً في دراستي ، ثم في عدم قدرتي على اكتساب حبهم لي . ولذلك شعرت بنوع من المرارة في داخلي عند بدء العام الدراسي
وعندما بدأت الدراسة في الكلية ، بدأت أموراً كثيرة تحدث في داخلي ، وأمور أخرى تتغير . أمضيت معظم وقتي وأنا منغمسة في كتب الاخياء ، وفي نفس الوقت أشعر بالخوف من سعي نحو التفوق والحصول على أعلى الدرجات . وأدركت أنني أحب العلم للعلم وليس للخصول على حب والي ، وبمرور السنين إنزاح عني الشعور بالمرارة ليحل محله الحماس للعلم
تغيير آخر بدأ يظهر في حياتي ، وهو التفكير في الأمور الدينية . فبالرغم من أنني نشأت في عائلة غير متدينة إلا أنها كانت تراعي التقاليد المعروفة والعادية . ولكننا لم نكن مواظبين على الصلاة والصيام . وأثناء الإجازة الصيفية كان يذهب أصدقائي إلى المسجد ليتعلموا كيفية الصلاة وترتيل القرآن . ولكننا في البيت لا نتحدث عن هذه الأمور ، كما أنني نشأت على الاعتقاد أن هذا الكون تكون نتيجة لانفجار عظيم ، وأن الحياة كانت نتيجة سلسلة من الأحداث الجزافية . وكان اعتقادي عن الله يختلف تماماً عن معتقدات أصدقائي . وكانت المجتمعات الخاصة والتقدمية تعتقد أنه هناك حاجة لقائد قوي يفرض سلطانه على هذا العالم ، وبتطور قدرات الإنسان وإمكانياته في العيش خارج نطاق الجماعات اختفت الحاجة إلى هذا القائد . ونظراً لوجود ميل فطري لدى الإنسان للإيمان والطاعة خلق الإنسان فكرة الله ، وصادف هذا الاعتقاد هوىً في نفسي ، وفي الحقيقة كنت سعيدة بمعتقداتي تلك
ورغم هذا ، ففي السنة الأولى في الكلية شعرت بأن كل معتقداتي بدأت تضعف وتتهاوى . وعندما بدأت دراسة علم الحيوان والنبات والإحياء والكيمياء ، بدأت أدرك أن الحياة تقوم على صورة كاملة بحيث لا يمكن أن تكون نتيجة أحداث عشوائية . أتذكر يوماً كنت أنظر من خلال الميكروسكوب وأشاهد الخلية ، أحسست بنوع من الرهبة والإيمان ، بأنه لا بد من وجود إله خالق لمثل هذه الحياة. وشعرت بارتباك شديد ، ولا أدري ماذا أفعل ، وتوجهت إلى والدي لأتحدث معه فيما أفكر فيه . استمع إلى دون أن يقاطعني ، ثم أجابني بابتسامة ” لا تخجلي من أفكارك ، وإذا كنت تعتقدين أنه يجب أن يكون هناك إله ، استمري في بحث لتجديه”. وبدأت منذ ذلك الحين في دراسة الإسلام ، ومحاولة ممارسة فرائضه. وكانت دراستي للإسلام مصدر سعادة لجدتي لأمي ، وأحضرت على الفور لي القرآن وبعض الكتب الدينية الأخرى . وأعطتني قليلاً من مياه زمزم لأشربها وأتوب عن خطاياي ، وأعد بعد م العودة إليها ، وأنطق بالشهادتين . لم أهتم بشئ من ذلك في البداية ، فكل ما كنت أريده هو معرفة الله . وتعلمت الأمور الأساسية فقط ، كحفظ السور القرآنية والوضوء وقراءة القرآن كل ليلة خميس ، وصيام شهر رمضان
كنت جادة في دراستي وأبحاثي ، ولكن ما حدث في حياتي أمر ، وهو أنني بدأت أتبع مجموعة من القوانين تختلف عما كنت أسير عليه فيما مضى . لم أتقدم في معرفتي عن الله ، هذا برغم كا ما فعلت في دراستي للقرآن ، فلم أشعر بأي تقدم داخلي. وبعد عامين شعرت بنوع من اليأس لما وجدته من رداساتي وخبراتي . وبعد صراع مع نفسي وشعوري بالخجل لأنني كنت مخطئة . وذهبت لوالدي وقلت له أنني لم أجد الله ، وشعرت بانكسار قلبي . وفي صيف هذا العام بدأت خدمة القراءة للعميان في مدرستهم ، وهناك التقيت بسيدة مرتبطة بمجموعة هندية ، ودعتني للذهاب إلى إجتماعاتهم . وطوال فصل الصيف درست معهم مبادئ الهندوسية والبوذية. ولأنني لم أجد في الإسلام ما يشبعني ، داخلياً ، تحفظت هنا أيضاً في إتخاذ أي خطوة للإيمان بهذه المبادئ . وكان أحد أعضاء هذه المجموعة مهتماً بالعقيدة التركية القديمة وساعدني على فهم أساسيات هذه العقائد . وفي نهاية الصيف توصلت إلى نتيجة أن كل هذه العقائد هي من خلق الإنسان ، ووضعت لتنظيم المجتمع . ولا يوجد فيها إله حقيقي ، وتمسكت بإلحادي
وتلى كل ذلك فترة من الارتباك والحيرة ، وانتُزع الفرح والسلام من قلبي ، وفقدت الأمل في المستقبل ، وفي محاولة وجود الله ، ولا يوجد شئ آخر أعظم من الوجود الإنساني . وركزت كل طاقاتي في العلم لكي أكون طالبة متفوقة ، معتقدة أن ذلك قد يمنحني الرضا النفسي . ولكن هذا لم يحدث ، إذ إزداد قلقي الداخلي يوماً بعد يوم ، ولم أتمكن من التعايش مع نفسي . وحاولت أموراً أخرى : شرب الخمر ، التدخين ، والثورة على أمور أخرى عديدة. إلا أن كل هذا لم يمنحني السلام القلبي . تمنيت أن أتغير ، ولكنني لست أدري كيف يحدث هذا . ووسط هذه الحالة المؤسفة ، أنهيت دراستي الجامعية . وفي يوم تخرجي ، وأنا أسير في وسط المدينة ، بدأت أفكر في المستقبل . كنت أعلم أن الحياة أمامي ممتدة، ولكن لا أعلم ماذا أفعل بها. ودخلت متجراً كبيراً ووقفت أمام مرآة ، فرأيت صورتي ، وكانت تختلف كثيراً عن تلك التي تصورتها في ذهني . وبدأت الدموع تنساب من عيني . وكانت تلك نقطة تحول في حياتي وقررت أن أتغير ، وأكون شخصاً مختلفة : أحصل على وظيفة طيبة ، بدخل جيد ، وأكون أسرة . أي أنني قررت أن أكون إنسانة عادية ، مثل باقي الناس ، فأقلعت عن التدخين وشرب الخمر وارتبطت بأناس يتبعون نفس الأسلوب . وحصلت على وظيفة جيدة بمرتب مرتفع ، وعدت إلى الدراسة مرة أخرى ، وحصلت على الماجستير ، وبدأت لإعداد درجة الدكتوراه . وكل هذا لم يُشبع قلبي ، بل عاد الصراع الداخليمرة أخرى . فما أروع ما يصوره الكتاب المقدس عن حالي ، إذ يقول :” يقول الرب ” لأن شعبي عمل شرين ، تركوني أنا ينبوع المياه الحية ، لينقروا لأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماء ” ( أرمياء 2 : 13 ) . وكان قلبي بئراً مشققاً ن حاولت أن أملأه بنفسي . ولأن الإسلام لم يملأ فراغ قلبي ، فشلت
وفي سبتمبر من عام 1992 ، قاربت على الانتهاء من الإعداد لرسالة الدكتوراه ، وإذا بأحد أساتذتي في القسم يُخبرني عن منحة علمية لدراسة موضوع آخر للدكتوراه . ففكرت في نفسي وقلت ” إنني قاربت على الإنتهاء من دراستي للدكتوراه ، فلماذا أبدأ دراسة أخرى وعن موضوع آخر” ؛ ولكنني ، وبعد نصف ساعة قررت قبول المنحة . تركت كل شئ ورائي وحزمت حقائبي وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكي أبدأ من جديد . وكان لدى شعور بأن تلك ستكون بداية مختلفة لحياتي
كان كل شئ في الولايات المتحدة الأمريكية مختلفاً ، وكرهت الكثير مما رأيت . فأنا لا أعرف الإنجليزية ، ولا أعرف أي شئ عن الثقافة الأمريكية ، ولا أعرف أي شخص على الإطلاق في تلك البلاد الغريبة . وسألت نفسي مرة أخرى ” لقد كان لدى كا ما احتاجه في بلدي تركيا ، لماذا إذاً حضرت إلى هنا ” ؟ ولكنني لم أجد اجابة لسؤالي . ورغم ذلك كله لم أرجع لتركيا ، وبدأت في دراسة اللغة الإنجليزية ، وحاولت فهم الثقافة الأمريكية ، وكونت لي بعض الأصدقاء ممن يشاركوني في غرفة النوم . وقد كانوا جميعاً من المؤمنين ” المولودين ثانية ” وبدأوا يتحدثون معي عن إيمانهم . وكانوا جميعاً لطفاء ، ومتعاونين ، وأذكياء ، وهم في ذات الوقت متدينيين . وقد كنت اعتقد بأنه لا يمكن أن يكون الإنسان ذكياً ومتديناً في ذات الوقت ! . ولأنهم ساعدوني للتأقلم مع حياتي الجديدة في أمريكا ، قررت أن أساعدهم وأعرفم أنهم قد خُدعوا جميعاً
إذا أردت أن تحارب شيئاً ما يجب أن تدرسه جيداً ، ولذلك طلبت منهم كتاباً مقدساً . وبدأت قراءته ، وأنا أعلم أنني سأجد فيه الكثير من المتناقضات . وحدث معجزة . إذ أنه يوم بعد يوم وجدت أن كلمة الله تمنحني سلاماً في قلبي ليملأ حياتي . كما أثرت فى المسيحية بعمق ، لأنها تختلف كثيراً عن كل الديانات الأخرى التي درستها . لقد كانت فريدة في كثير من الأمور ، ولكن أربعة منها كانت هامة بالنسبة لي
أولاً:يسوع هو الطريق الوحيد إلى الله . وقد منحني هذا ثقة عظيمة ، ولم يكن فيه أي نوع من الغموض للوصول إلى الله ، فهو طريق مؤكد. وقد قال الرب يسوع:” لا أحد يأتي إلى الاب إلا بي”.
ثانياً:خطايا البشر تُغفر دون الحاجة إلى أعمال طيبة لكي تمحوها . ففي كل الديانات الأخرى يُعاقب الشخص على ما ارتكب من خطايا ، ولكن في المسيحية يمكن غفران خطية أي شخص . ولأنني عشت في الخطية فترة طويلة ما كان باستطاعتي أن أسدد ما على من عقوبة . ولكي كنت أشعر بحاجتي للغفران . إن الإنسان في ضعفه لا يعرف المعنى الحقيقي للغفران الذي لا يأتي إلا من قبل الله
ثالثاً:لسنا مضطرين لأن نعمل من أجل خلاصنا ، لأنه بنعمة من الله . وطوال حياتي كنت أحاول جاهدة أن أحصل على السلام والرجاء ، ولكني لم أتمكن من ذلك . وكم كان الأمر عظيماً أن الله يحاول أن يبحث عني ، بدلاً من بحثي أنا عنه
رابعاً:الله يحبني كما أنا ، ولست محتاجة لأن أفعل شيئاً لكسب محبته . وكان هذا الأمر جديداً بالنسبة لي . واكتشفت أنني مهمة للغاية بالنسبة لله لأنني إنسان ، وهي حقيقة تختلف عن باقي الديانات
ولقتنعت أن المسيحية ليست ديناً صنعه الإنسان ، ولهذا واصلت دراستي للكتاب المقدس بكل حما . وفي السادس من فبراير 1993 ، وبينما كنت أقرأ الكتاب المقدس ، تأثرت للغاية بالآية :” ليس أنتم اخترتموني ، بل أنا اخترتكم ، لتذهبوا وتأتوا بثمر ، لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي” ( يوحنا 15 : 16)وأدركت أنني وجدت الإجابة على سؤالي . لقد جئت إلى أمريكا لأن الله قد اختارني وقد أتى بي إلى هنا لكي أعرفه . وفي هذا اليوم صليت وقبلت يسوع كمخلصي الشخصيوفي تلك الليلة كنت قلقة بعض الشئ ، وحاولت أن أنام ولكن الأسئلة تزاحمت في ذهني طوال الليل :” هل أنا تأثرت ثقافياً؟ وهل كان تغييري نتيجة لهذه الصدمة الثقافية؟” واستيقظت في الصباح كما لو أنني مجنونة . لم أتمكن من فعل شئ فقررت الانتظار لأرى مذا سيحدث . وبعد بضعة شهور أجابني الرب على أسئلتي ، وأظهر لي أنه منذ أن كنت في الثانية عشر من عمري قد اختارني وأعدني لملكوته . في ذلك الوقت حلمت حلماً بأنني أسبح وكان الظلام سائداً دون أن أرى أي نجم في السماء ، وبعدما سبحت لفترة وجيزة رفعت عيني إلى سماء ، وفجأة رأيت نجماً ساطعاً فأغلقت عيني وعبرت عن رغبة معينة وقلت :” يا نجمة الصباح أخبريني بسر الحياة” . وعندما استيقظت كنت متأثرةً للغاية بهذا الحلم . ولما أخبرت أصدقائي به لم يهتموا به بل سخروا مني . وبمرور الأيام نسيت كل شئ عنه
ولكن الحلم لم ينساني ، فقد تكرر مرة أخرى بعد شهر ، ولكني لم أفكر فيه كثيراً . واستمر ظهور نفس الحلم لي مرات عديدة بعد شهور من تغييري ، إلى أن قرأت ما جاء في سفر الرؤيا ( 22 : 16 ) :” أنا يسوع ، أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس . أنا أصل وذرية داود ، كوكب الصبح المنير”. وبعدما قرأت هذه الآية أدركت أن الله كان يعمل في قلبي لعدة سنوات ، وأنه إله حي أ وأنه يريد أن يعلمني سر الحياة الأبدية . وفي نفس هذا اليوم قررت أن أكرس حياتي لله ، وأتبعه حينما يقودني . والآن أشعر برغبة عميقة لأن أتبع الرب باقي أيام حياتي . لم أعد أرى الحلم مرة أخرى ، إذ عندما تشرق الشمس تنطفي الشموع
بعد إيماني بالرب يسوع تغيرت حياتي تماماً ، إذ في البداية رفضتني عائلتي ، ولكن بمرور السنين لاحظوا التغيرات الإيجابية التي حدثت في حياتي . وبعد سنين من معرفتي للمسيح أخبرتني والدتي أنها عندما علمت أنني قررت أن أتبع يسوع قالت أنني فقدت ابنتي ، ولكنها الآن تعرف أنها حصلت على ابنة أفضل ، وأنها تعتقد أن ما حدث لي هو أمر طيب . ولعدة سنوات كنت اعتقد أن أمي لا تحبني ، ولم أغفر لها هذا الأمر . ولكن كل شئ ممكن لدى الله . والآن أصبحنا أنا وأمي صديقتين ، وهي تريد أن تعرف المزيد عن الله وعن المسيحية .. إلا أن هذا لم يكن كل شئ!
فبعد تجديدي ، أصيبت أسرتي بخيبة أمل ، واعتقدوا أنني جلبت العار على الأسرة، لأنهم يعتقدوا بأننا ولدنا مسلمين ، وقُدر لنا أن نموت كذلك . ولم ترفضني عائلتي فحسب ، بل باقي أصدقائي أيضاً ، وفي بعض الأحيان تمثل هذه الضغوط ثقلاً على فأشعر بالضعف ، ولكن في نفس الوقت كنت أشعر بوجود الله معي . فمنذ يوم تجديدي تعلمت ما معنى الثقة بالله في حياتي . وكان هذا يحتاج إلى مزيد من الإيمان ، ولكني كنت أعيش بمعونة الله يوماً بعد يوم . ويخبرنا الكتاب المقدس ، في سفر الخروج والإصحاح السادس عشر ، كيف أن الله كان يعول شعبه يوماً فيوماً عندما كانوا في الصحراء . وكنت أعتقد في الماضي أن شعب الله كان يشعر بالجحود إزاء معونة الله لهم . ولكن لأني تعلمت أن أعيش على هذه المعونة يوماً بيوم ، فهمت ذلك جسمانياً وعاطفياً . ومن خلال كل هذا تمتعت ببركة روحية عظيمة
وسألني الكثيرين : هل الأمر يستحق أن تكوني مسيحية ؟ وسألت نفسي نفس السؤال مرات عديدة . إنني أحب السفر كثيراً ، وفي أحد الأيام وأنا أقود سيارتي بمفردي لألقي محاضرة في مؤتمر قومي ، كنت أحاول أن أراجع المحاضرة ، ولكن عقلي كان مشغولاً بمشاكل نتجت عن تجديدي ومعرفتي بالرب . وفجأة سيطرت على متاعبي وإحباطاتي ، وتذكرت ما كنت أفعله في الماضي للتغلب على مثل هذه المشاكل . كنت أحلم وأحاول أن أقنع نفسي بأن ما أعانيه ليس حقيقياً ، وعندما استيقظ ستنتهي المشاكل ، وكل شئ سيكون على ما يرام.، ولكني الآن قررت مواجهة هذه المشاكل وأبديت استعداداً لتحمل المزيد لكي تقوى علاقتي مع الله بالمسيح . وأصلي أن تختبر أنت أيضاً ، روعة الحياة الجديدة في المسيح ، كاختبار شخصي لك