ولدت مسلماً في الجزء الإيراني المحتل من كردستان. وتدعي المدينة سارداشت. ويقول أصدقائي أنها سميت باسم زوراستر الذي اسمه بالفارسية زارتوش. علي أية حال بعد حرب الخليج مباشرة انتقلت مع أسرتي إلي العراق. كان والدي ثورياً وقد ترك المدرسة الثانوية والتحق بالثورة في بداية الثمانينات. كانت لي دائماً نظرة سلبية نحو الله والإسلام. كان شعبنا يعاني تحت حكم “جمهورية إيران الإسلامية”. وكانت تخطر ببالي بعض الأفكار. لماذا يريد الله لهذه الأمور أن تحدث ؟ كانت تنطلق القنابل في كل مكان علي الجبال. وفي كل ليلة بعد الصدامات العسكرية كانوا يحضرون القتلي بالمئات في عربات النقل. وكانت تسمع صيحات الأمهات الفقراء في كل مكان. وكان الناس يشنقون علناً. وكنت أتساءل لماذا يسمح الله لنا بكل هذا ؟
إذا كنا ننال دينونتنا الآن فلماذا إذا يوجد يوم للدينونة ؟ لماذا لا يهتم هو بذلك فيما بعد ؟ وبدأت أعتقد في أنه لا يوجد إله. وأنا في طريقي لمسجد محلي للصلاة لم أكن أعرف لماذا أنا أصلي ؟ وشعرت بفراغ في قلبي ولست أدري ماذا أفعل. تعودت علي حب قراءة القرآن. وقد أخبروني كيف أن “صلاح الدين” البطل الكردستاني العظيم هزم “المسيحيين الخونة” وأن المسيح ولد من عذراء وأجري الكثير من المعجزات ثم صعد إلي السماء. كما أنهم أخبروني بكل المعارك التي قادها النبي محمد.
وكنت أعقد المقارنات بين محمد والمسيح. واندهشت للسلام الذي كان يسود حياة يسوع. وكنت أتمني أن أقابل يسوع يوما ما. وكنت أسمع عن يسوع المسالم ليس من القرآن بل من عمي الملحد. وكانت الحياة في العراق صعبة. كان الطقس حاراً ويصعب الحصول علي الماء. وفي كل يوم تحضر لنا عربات النقل الضخمة المياه في مناطقنا المحرومة. وقرر أبي أن نسافر لأوربا بحثا عن حياة أفضل. وانتقلنا من العراق إلي تركيا مع ثلاثة أسر أخري من نفس مدينتنا. وبعد إقامتنا في تركيا قبلت الحكومة الأمريكية أن تسمح لنا بالإقامة في الولايات المتحدة. وكانت الحياة في تركيا صعبة أيضاً. وكان معنا عشرة آلاف دولار أمريكي وعشرين مليون ليرة تركية. لا تندهش لذلك فلسنا بأغنياء لأن الليرة التركية قيمتها ضعيفة.
وعندما وصلنا إلي الولايات المتحدة كادوا أن يعيدونا مرة أخري إلي مطار استطنبول. أوقفنا البوليس وفحص حقائبنا ثم أوقفنا حارس الأمن عند دخولنا الطائرة. فتح حقائبنا ولم يري شيئاً. وفي كل مرة كان اسم الله في ذهني وكنت أردد “يارب إذا كنت موجود حقاً فلتساعدنا ولا تسمح للحكومة التركية أن تعيدنا مرة أخري.
واستطعنا مغادرة تركيا ووصلنا إلي نيويورك. وهناك انفصلنا عن الأسر التي كانت معنا. وذهبت أن وإخوتي إلي المدرسة. كما ذهبنا مرة إلي المستشفي لعمل بعض الفحوصات لمعرفة ما إذا كنا نتناول الغذاء الكافي أم لا. لم يصدق الطبيب ما رآه ورغم ذلك فقد كنا نتمتع بصحة أفضل من المهاجرين الآخرين الذين جاءوا للولاية.
وفي المدرسة في حصة التاريخ كنا ندرس الإسلام. وكانت المدرسة تشرح لنا كيف تلقي محمد الرسالة. وقالت أنها تعتقد أن ما حدث كان حلماً. وبدأ الأولاد يقول لبعضهم البعض “إن ما حدث كان حلماً”. وقلت لنفسي إنني صدقت هذا الحلم. وعند عودتي للمنزل كنت مهموماً. وشعرت بالإرتباك والغضب. وذهبت إلي المكتبة وحصلت علي أكبر عدد من الكتب عن الإسلام. كما أنني درست ديانات أخري ولكنني ركزت علي الإسلام والمسيحية. ووجدت كتاباً مقدساً بالخارج. وقرأت أجزاء منه وأحببت إنجيل يوحنا كثيراً. ولمستني الآية في يوحنا 8 : 32 “وتعرفون الحق والحق يحرركم” وعندما كنت أقرأ القرآن لم ولن يكون له أي أثر علي حياتي.
وسألت نفسي ماذا لو كانت رؤية محمد لجبريل حلماً ؟ وصليت لله قائلاً : “يارب إنني أشعر بالحيرة والإرتباك. أظهر لي الحق إذا كنت موجوداً واستجب لصلاتي. وضح لي معني الحياة وإلي أن تظهر لي ذاتك فسوف أظل ملحداً. واستمريت كذلك لفترة.
وفي يوم ما وأنا راجع من المدرسة رأيت مرسلاً من ولاية جورجيا مع بعض الأولاد المراهقين وكان صومالياً. وكان صديقي الذي يسير معي يخبرني كيف أن الإسلام دين حقيقي. وتجاهلته. لأنني من دراساتي تبينت أنه غير ذلك. وجاء رجل وسألني ما إذا كنت أؤمن بالمسيح. فرد عليه صديقي نعم أنا أؤمن به ولكن كنبي فقط. وأعترف أن إنجيل المسيح كان له الأثر الكبير علي حياتي. وكنا نتحدث معاً عن الإسلام والمسيحية بطريقة عميقة. وإذ بصديقي يرتبك لأنه كان يكذب ويسرق أيضاً.
وبعدما تركنا المرسل قال شيئاً شغلني. قال “أنا أعلم أن الله يتحدث إلي قلبك” فقلت في نفسي “كيف يعرف هذا الرجل ذلك” وجاء في اليوم التالي وقلت له : “ياسكوت” أنت علي صواب. ولكن كيف عرفت ذلك. وتحدثت معه لبعض الوقت عن شعوري السلبي نحو الإسلام وكيف أن إنجيل المسيح لمس حياتي. فقال لي “إن الاختيار لك” فقلت له “ولكني أود معرفة كيف أختار”. وشعرت بسلام لم أشعر به من قبل في حياتي. وأخبرني أنني أحتاج إلي يسوع في حياتي. فقلت له إنني أشعر أن ديانتك هي الحق ولكنني لست أدري ماذا سأقول لوالدي إذ أنني أشعر أنني سأفقد هويتي. ثم أعطاني ورقة تشرح لي كيف أكون مسيحياً. قلت له إنني لا أريد أن أكون مسيحياً ولكني سأتبع المسيح. ولما رجعت إلي المنزل سألت نفسي “كيف أنني حصلت علي هذا السلام. وامتلأ قلبي بالفرح. وقلت لنفسي “لن أكون مسيحياً” وذهبت للسرير كي أنام. واستمر تفكيري في الأمر ولم أتمكن من النوم. وقلت “طالما أنني توصلت للحق فلماذا لا أقبله ؟ وأدركت أن الفرح الذي أشعر به هو من الله.
قفزت من سريري بفرح ورددت صلاة قبولي للمسيح في قلبي كمخلص شخصي لحياتي. وبعد ذلك ذهبت ونمت بارتياح. وبعدما استيقظت ذهبت للمدرسة. وشعرت بالتغيير في كلامي وتصرفاتي وكنت سعيداً. ولم أشعر بذلك من قبل. وحدثت في حياتي الكثير من المعجزات. واستجاب الله للكثير من صلواتي وكان هذا سبباً في علاقتي معه. ولا يستطيع الآن أي شئ أن يفصلني عن محبة الله.
أيها القارئ العزيز إبحث عن الحق بنفسك واختار الطريق الصواب. وقد تسأل : “ولكن ماذا عن الإسلام ؟ فيوجد به الكثير من الحق”. ولكن الكتاب المقدس يخبرنا أن الشيطان يخلط الحق بالكذب. إن الطريق الوحيد لكي تخلص ليس في أن تصبح مسيحياً ولكن من خلال علاقة شخصية مع الله ومع يسوع المسيح.
وفيما بعد ذهبت لأحد أصدقائي لأخذ منه القرآن لأقرأه. ثم قلت : مادمت قد أصبحت مسيحياً فسوف أشهد بذلك لأصدقائي وأوضح لهم بعض الأخطاء في القرآن. وقد وجدت الكثير من الأخطاء وسوف أخبركم بواحدة منها :
“سورة النساء الآية 156” “وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ..” وهنا يدعي المسلمين أن اليهود قالوا أن المسيح هو ابن الخطية وأن مريم إمرأة زانية. حسنا : إذا لم يؤمن اليهود بالمسيح فلماذا يقول القرآن عنه : “وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسي ابن مريم رسول الله”. وكانت هذه مشكلة بالنسبة لي. ولن أتركك إلا بعد أن أذكر لك هذه الآية : “وتعرفون الحق والحق يحرركم” (يوحنا 8 : 32)