البداية كانت منذ الطفولة ، حيث كنت أريد أن أرضي الله في كل أفعالي. وكان هناك إلتزام مني في كل الفروض . أنا من بينه متعصبة إسلامياً تؤمن بأن المسيحيين كفار وعندما أسمع عنهم أصاب بالقرف، ولكن في المرحلة الثانوية بدأت أقرأ روايات عالمية لأشخاص مسيحيين وبدأت نظرتي تتغير خارج النظرة المتعصبة، وحاولت أن أنفق أكثر وهذا أفادني كثيراً. لكن برغم أن الثقافة أضافت لي نوع من الثقة بالنفس والوعي ببعض الأمور التي كانت مظلمة في حياتي نتيجة التربية المتعصبة ولكن كانت الخطية في حياتي تصيبني بالارتباك لأنني لم أستطع ولا مرة أن أسيطر عليها، وهذا دفعني إلى الالتزام بالدين أكثر وكنت أشعر بإحساس الدونية بشكل عالي وهذا دفعني إلى الانعزال وممارسة العبادات الإسلامية فقط. ولكن برغم هذا الالتزام مع الله وتأدية كل الفروض والعبادات إلا أنني لم أتغلب على الخطية التي تسيطر على حياتي ولكن كان التغير في مظهر التقوى الخارجي الذي يخفي في الداخل إحساس كبير بالذنب حتى أنني كنت أهاجم المسيحيين في دينهم وعقيدتهم التي كنت أؤمن أنها محرفة ولكن هذا الإيمان لم يكن عن دراسة وعلم ولكن عن توارث مفاهيم فقط ..وكانت هذه الحوارات مع زملائي في الدراسة تعكس نوع من التعالي عليهم. ولكن مع الوقت لم أحصل علي سعادة الانتصار بل ازداد شعوري بالسطحية، وبعد ذلك اخترت أن أدرس وأفهم وأعي بدلاً من أن أناقش بسطحية وكانت النتيجة مع الوقت هو اهتزاز نفسي في العقيدة حيث أنني وجدت أشياء في الإسلام غير مقبولة مثلاُ موضوع ما ملكت إيمانهم في تعدد الزوجات ، وغيرها من الأمور التي أزعجتني ما وبعد وقت ازداد فضولي أن أقرأ المسيحية حيث أنني قد وجدت في أصدقائي الذي كنت أهاجمهم الوداعة، والتسامح الذي أفتقدهم وبدأت في مرحلة الجيش أقرأ في الكتاب المقدس حيث فوجئت أن هناك ما يسمى العهد القديم”التوراة” والعهد الجديد “الإنجيل” وهذا هو إيمان المسيحيين وبدأت بقراءة العهد الجديد “الإنجيل” حيث أنني انجذبت إليه أكثر من العهد القديم حيث أنني قد وجدته مشابه للإسلام. وكانت الموعظة علي الجبل من أهم الآيات التي لمستني وجذبتني في الإنجيل حيث مبادئ المحبة لا العنف، العدل والمساواة لا التعصب الديني أو الفكري وهنا وجدت أنني قد عثرت علي ضالتي كذلك في يوحنا وحادثة المرأة التي أمسكت في ذات الفعل حيث وجدت أن المسيح قد أوجد لها طريق للحياة والنجاة برغم الخطية فشعرت بالفرح والسعادة لأنه يمكن أن يكون لي طريق. وشعرت بسلطان المسيح في هذا المشهد، كذلك في يوحنا 3 : 16 “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد” وكانت هذه الآية لها واقع مهم حيث عرفت أنها تعني أن الله بذل نفسه من أجلنا ومن أجل خطايانا برغم من عدم استحقاقنا وشعوري الشخصي بعدم الاستحقاق ، والآية التي في يوحنا 14 “أنا هو الطريق والحق والحياة” أكد لي سلطان المسيح وشعرت به يملأ كياني وبدأت أشعر أن المسيح يستحق ذلك، وفي ذلك الحين تقابلت مع شخص مسيحي بدأ يعرفني عن الأشياء التي لم أفهمها في قراءاتي مثل قصة التجسد والكفارة. وكذلك المفهوم الحقيقي في الثالوث وليس المفهوم الخاطئ الذي قد تعلمته من الإسلام أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آله. وقد ساعدني أيضاً أن أحضر اجتماعات في الكنيسة، ثم حدث موقف في تلك الفترة أنني قابلت مشاكل في الجيش دفعني للهروب وذهبت إلي صديقي المسيحي فقال لي أنني يجب أن أواجه مشاكلي ولا أهرب منها وأنني يجب أن أطلب من المسيح أن يعينني وبالفعل ذهبت إلي البيت ولأول مرة أصلي فيها إلي المسيح وكان وقت مميز. ذهبت بعدها وواجهت مشاكلي … وظللت هكذا في الخطية برغم أنني كنت من حين لآخر كنت أحاول أن أصلي للمسيح ولكن كانت تواجهني مشكلة حتى أحسم ذلك الأمر. وهو الاختلاف الطائفي في المسيحية واحترت أي يجب أن أتبع حتى أعيش مع المسيح وذلك المذاهب، استغرق مني سنين. الدراسة والبحث حتى قابلت شخص آخر مسيحي عرفني أن الحياة المسيحية الحقيقية أن أجلس أمام الله وأعلن من عمق قلبي رغبتي في أن أتبعه وأسلم له حياتي بالكامل وبالفعل جلسنا نصلي معاً وهو يقول وأنا أردد وراءه، وكان ينتابني حينئذ شعور مختلف عن كل السنين الماضية من الفرح وقبول الله لي والمحبة وكان هذا في 15 – 4 – 1996. ومن هنا بدأت حياتي الجديدة مع المسيح وحتى اليوم وأنا أتغير بشكل حقيقي من يوم إلى يوم وأتعلم عن الله أكثر. وأختبر حرية الحياة مع المسيح وحياة المحبة التي ملأت حياتي وعندئذ بدأـ حياتي تتحضر في كل سلوكياتي وفي فكري وفي مشاعري واكتشفت أنني كنت أعرف عن الله ولكني الآن أنا في علاقة معه حتى أن تجسد الله جعلني أحترم كوني إنسان وأحترم الآخرين أيضاً