أن الله دائماً يعلن لنا عن ذاته بطرق وأساليب مختلفة في التاريخ، والضمير، والطبيعة، والكتاب المقدس. ولولا ذلك ما استطاع العقل أن يدرك الكثير، فالله هو الذي بدأ بالإعلان عن نفسه ليحرك فينا العقل والإيمان، وهما ليسا ضدين لكنهما يسيران في اتجاه متوازٍ، لكن العقل دائماً قاصر لا يرى غير المنظورات المحسوسات لكن الإيمان “يرى ما لا يُرى” (عبرانيين11: 13). قال المرنم في مزمور 19 ” السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه”. وقال الرسول بولس: “لأن أمورُه غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرتُه السرمدية ولاهوتُه” (رومية 1: 20).. أموره غير المنظورة تُرى؟!!! نعم الله لا يراه أحد ويعيش، ولا تدركه الأبصار. لكن هذه الأمور غير المنظورة يمكن أن نراها من خلال المصنوعات أو الخليقة، التي نرى فيها قدرة الله ونعرف من هو شخصه العزيز المبارك.
قابلتني أخت جزائرية وسألتني: كيف تصفون الله وكأنكم رأيتموه؟ هذا كفر، فالله العزيز الحكيم العالي الكبير لا تدركه الأبصار، وهو عال عن كل ما تقولون علواً كبيراً”. فأجبتها: ” الفستان الذي ترتدينه جميل. لا بد أن صانعه فنان”. فتقبلت كلماتي وعلى وجهها خجل وحمرة بسيطة. وقالت: “هل زرت الجزائر؟” فقلت لا. قالت: وكيف عرفت؟ لأنه فعلاً أشهر مقصدار عندنا” فقلت: “من الفستان عرفت صانعه وحكمت عليه أنه فنان. كذلك حينما أرى السموات مرفوعة بغير عمد أقول: سبحانك ربى في قدرتك، فأنت إله كلي الحكمة. وحين أرى الشمس تشرق وتغرب في موعدها منذ آلاف السنين ولم تتغير لحظة، يمكن أن أقول عن الإله إنه مهندس عظيم”. فقالت: “نعم معك كل الحق”.