هل يمكن أن نرى في خليقة الله من حولنا فكرة التعدد في الوحدانية؟
1- مجالات الحياة على كوكبنا ثلاثة: الأرض، والجو، والبحر.
2- جوهر الأشياء ثلاثة: جماد، ونبات، وحيوان
3- قواعد اللغة العربية ثلاثة: ضمير المتكلم، وضمير المخاطب، وضمير الغائب.
4- الزمن ثلاثة: ماضي، وحاضر، ومستقبل.
5- الإنسان ثلاثة: نفس، وروح، وجسد.
6-المادة ثلاثة: صلب، وسائل، وغاز.
7- الذرة ثلاثة: نيوترون، وبروتون، وإلكترون.
8- الألوان الرئيسية ثلاثة: أحمر، وأصفر، وأزرق.
9- العائلة ثلاثة: الأب، والأم، والأولاد.
10- في المقارنات ثلاثة: فوق، وتحت، وعلى ذات المستوى.
11- في قياس المساحات ثلاثة: طول× عرض× ارتفاع.
12-الماء عصب الحياة ثلاثة: 2 هيدروجين+1 أكسيجين.
13- الأعداد ثلاثة: أول الأعداد الفردية هو 3، لأن الواحد ليس بعدد بل هو أصل الأعداد.
فالطبيعة من حولنا تصرخ في أساسياتها بالثلاثيات. وهناك الكثير. لكنى اخترت الأشياء الأساسية التي بدونها لا توجد حياة مثل المياه والمادة اللتين صنعا منهما الكون.
أيضاً في قانون العقوبات يعتبر المجرم مستحق عقوبة الجناية بدل الجنحة إذا ارتكب نفس المخالفة ثلاث مرات (مادة 49 عقوبات). والأقوال المأثورة تقول: الحبل المثلوث لا ينقطع، كل شيء بالثالوث يكمل، المرة الثالثة ثابتة، أيام العزاء ثلاثة، القسَم الغليظ بالثلاثة، والطلاق بالثلاثة، والصلاة على الذبيحة ثلاثة حتى تكون حسب الشريعة. وطبعاً ليس الغرض من الاقتباسات المذكورة هو الاستدلال بها على أن أقانيم اللاهوت لا بد أن يكونوا ثلاثة. كلا، لأن الله أسمى من أن يُقاس بالنسبة إلى أي شي من الأشياء. بل الغرض هو الاستدلال بها على أنه لو أعلن لنا الوحي أن الأقانيم ثلاثة لما جاز لعقولنا أن تعترض على الإطلاق، لأن هذه الحقيقة تكون متفقة مع الواقع المعروف لدينا.
هل هناك براهين كتابية على التعدد في الوحدانية ؟
1- اسم الجلالة :
اسم الجلالة في اللغة العبرية “إيل” بالمفرد وقد جاء 250 مرة. واسم الجلالة في الجمع هو “إلوهيم” وقد جاء 2500 مرة. وقد قيل إن هذا للتعظيم، فحينما تنطق اسم الله لا بد أن تقوله بالجمع مثلما تقول لعظيم ” حضرتكم، سيادتكم، فضيلتكم”. لكن هذا الأسلوب قاصر على اللغة العربية فقط، ولا يوجد في العبرية، لأنها لو كانت كذلك إذاً ما الداعي لوجود الاسم “إيل” بالمفرد 250 مرة؟ ثم الملاحظ في العهد القديم كلمات فرعون كانت بالمفرد “أنا” ولم تكن أبداً بالجمع “نحن” مثل تكوين 41: 15 “حلمت حلماً” وليس “حلمنا”. وعندما تكلم يوسف معه خاطبه أيضاً بالمفرد مثل تكوين 41: 25، 28، 33 “قد أخبر الله فرعون.. قد أظهر الله لفرعون.. لينظر فرعون”.
2- أقوال الله :
في صيغة الجمع والمفرد في آن واحد مثل: تكوين 1: 26 “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا” (في صيغة الجمع). ثم الآية التالية لها في صيغة المفرد تكوين 1: 27 “خلق الله الإنسان على صورته”.
تكوين 22:3″هوذا الإنسان قد صار كواحد منا”.
تكوين 11: 7 “هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم”.
إشعياء 6: 7 هتاف السرافيم: “قدوس قدوس قدوس رب الجنود”
إشعياء 6: 8 “من أُرسل (مفرد)؟ ومن يذهب من أجلنا (جمع)؟”.
3- صفات الله
صفات ذات الله عديدة منها مثلاً المحبة، والسمع، والكلام. فلو كان الله في وحدانيته الواحد الفرد، العدد الحسابي البسيط، هل كانت محبته قبل الخليقة منذ الأزل عاملة أم عاطلة؟ إن قلت عاطلة وتغيرت بالخليقة وأصبحت عاملة فيكون إلهاً متغيراً وفي حاجة إلى خليقته!! حاشا لله أن يكون متغيراً أو محتاجاً. إذاً لا بد أن تكون وحدانيته جامعة من آب وابن وروح قدس، منذ الأزل والآب يحب الابن والابن يحب الآب, فالمحبة فيه عاملة، إذاً هو لا يتغير. هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد (عبرانيين 13: 8). خلْقُ الخليقة لم يؤثر عليه لأنه في حالة اكتفاء بذاته، فهو ليس محتاجاً إلى خليقته في شيء. وكمال الصفة هي أن تكون فعل وفاعل ومفعول به. فالله سبحانه هو الحب وهو المحب وهو المحبوب منذ الأزل وإلى الأبد. فلا بد أن تكون وحدانيته الوحدانية الجامعة حتى تكون صفاته عاملة منذ الأزل.