. نشأت في عائلة متدينة حيث تعلمنا أن يحب ويحترم كل منا الآخر. كان والدي يكرر دائماً هذا القول: “يارضا الله ورضا الوالدين”. قال والدي ذات مرة : “ترك لي جدك ممتلكات دنيوية قليلة ولكنه كان راضياً عني ، وهذا هو الأهم”. من هنا كان لموضوع رضا الله ورضا الوالدين أهمية قصوي عندي. جرت حياتي بهدوء حتي سنوات المراهقة. كنت أعبد الله علي نمط اعتيادي، وبعد هذه الفترة بدأت في الإنغماس في ممارسات الشباب ، الحسنة منها والسيئة. فأصبحت مستعبد للغة سيئة ومبتذلة وتورطت في علاقات جنسية غير شرعية. كما قادني تدخين السجائر إلي تدخين “الحشيش” ثم إلي الأفيون وغيرها من الآثام التي تغضب الله سبحانه وتعالي
. تدهورت صحتي سريعاً وشعرت أنني أدمر نفسي بكل ممارساتي الخاطئة وجعلني هذا أشعر بأنني في نقطة اللاعودة. خلال هذا الوقت رأيت جدي يقع ميتاً من نافذة الدور الثاني وكان تحت تأثير الكحول، كما رأيت أيضاً أعراض إدمان مخدر “الحشيش” علي عمي. علاوة علي ذلك فقد مات صديق حميم لي في صدام دراجة بخارية أثناء إسراعه للحاق بموعد مع إحدى فتيات الشوارع .ومن ثم أصبحت قراءة الكتب وحفظ القصائد العربية هي تسليتي المفضلة، كما تعلمت البعض عن التصوير الزيتي وفن النحت والزخرفة. وقد اشتركت في بعضهم في المعارض وكنت فخوراً بإطلاعي الواسع في مجالات مختلفة
. علي الرغم من ذلك كنت مذنب وخاطئ، أغضب الله أخلاقياً وروحياً. لقد تعلمت في طفولتي أن الله غفور ورحيم، ولكن عقابه شديد، ولا أستطيع الهروب من عقابه بسبب سلوكي المشين. لكن المحبة الغنية الفائقة الوصف أدركتني وردتني للطريق الصحيح قبل فوات الآوان
. لم أفهم علي الإطلاق أن الله في رحمته الغنية قد قدم بنفسه الكفارة عن خطاياي. بالطبع، قد قرأت بعض الأشياء عن المسيح مثل ملايين عديدة من شعبي لكن كانت معلوماتي سطحية وغير كاملة حتي حصلت علي كتاب مقدس بلغتي العربية الجميلة. بعد الدراسة الوافية والبحث الأمين وجدت أنه لابد أن يكون هذا هو الكتاب الحقيقي لله الموحي به من روح الله القدوس والمكتوب عن طريق رجال قديسين. فهمت أن الكتاب نفسه ترجم من المخطوطات القديمة التي مازالت موجودة حتي اليوم، والأكثر أهمية أن محتويات الكتاب المقدس هي حق الله لإفادة كل العالم. فقد تعلمت من هذا الكتاب العزيز لله عن حب شخص الله لي كخاطئ وعن موت المسيح الذي صلب نفسه كفارة لأجل آثامي وشروري. كما تعلمت أيضاً أنه بإمكاني استقبال غفران وعفو لخطاياي عند قبولي هذا الحق وإيماني بيسوع المسيح، عليه السلام
نشأ صراع شديد بين الأشياء التي تعلمتها في البيت والحق الإلهي الذي وجدته في كلمة الله المقدسة، الإنجيل. حيث كنت تحت الدينونة بسبب خطاياي وكنت أتوق لحياة القداسة والبر. وبينما أبحث عن تأكيد الخلاص والغفران، رأيت المخلص يمد يديه ليشفي جروح الخطية فهو قادر علي تحريري من عبودية الخطية. كان هناك صراع بين تمسك الإنسان القديم الأعمي الذهن المتعصب بالمعتقدات وبين قبول الحياة الجديدة في المسيح. ثم توصلت إلي هذه النتيجة … أنه إذا كان الله القدير قد أعد الطريق لخلاصي وافتدائي من خطاياي. لماذا لا أقبل هذا ؟
. شكراً لله علي نور الإيمان الحقيقي الذي يجتاح قلبي. كان هذا النور يفوق المساعي المخلصة والجهود للتوصل إلي الحقيقة. آمنت بالمسيح بكل قلبي ورفعت قلبي للصلاة والتضرع في توسل لله، الرحمن الرحيم، ليغفر ذنوبي وآثامي. طلبت من الله أن يغيرني ويجعلني خليقة جديدة ويجعلني مختلف عن الطبيعة القديمة في الفعل والقول. شكراً لله القدير (أغلي شخص) والذي أجاب صلاتي بالنعمة والإيمان
. وقد أتيت الآن لأستمتع بقبول حق الله وبامتياز القرب من العلي في تضرعات وصلوات، فقد أصبح لحياتي معني. قبل ذلك، كنت أعتقد أنني لن أعيش طويلاً، لكن الآن … أشعر بتدفق من الحيوية والحماس لأحيا وأكرم من أحبني وأعطي نفسه لأجلي كفارة لخطاياي ليحررني ويبررني. لذلك أستطيع الآن أن أدرك وأستمتع برضا الله ورعايته
. أعزائي القراء ؛ إخواني وأخواتي، نحن نشترك في أشياء عديدة. ربما تسعي لإرضاء الله، أو ربما تكون تحت حمل الخطية وتبحث عن الحق. ربما تبحث عن الحياة في كمالها وغناها، ولديك الرغبة في التخلص من موقفك التعصبي وأن تفتح قلبك لنور الإيمان الحقيقي. تعالي إلي محبة الله وآمن بالمسيح كمخلص شخصي لك. إسمعه يقول لك “أتيت ليكون لك حياة ممتلئة” ويدعوك “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم”
. أثق أنك ستقبل دعوة حبه الشخصية لك قبل أن يعبر الوقت من بين يديك
نور الإيمان