صديقي القارئ،
هذه ليست دعوة لتغيير ديانة، فنحن لا ندعو إنسانا لكي ينبذ ديانته كي يتعلق بديانة أخرى. ولا نؤمن بأنه توجد ديانة في هذا العالم تستطيع أن تعطيك سلاما داخليا وتأكيدا من ناحية أبَدِيَّتك . لأنه ليس من الصعب أن يلاحظ الإنسان العاقل ما فعلته الديانات وما تفعله في عالمنا، إذ حتى أنها أثارت الطوائف بعضها ضد بعضها كما حدث في أيرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت، وفي كرواتيا بين الكاثوليك والأرثوذكس، وفي العراق وإيران بين السنيِّين والشيعة. فضلا عما ولدته من حروب شعواء بين الديانات كما يحدث في البوسنة وأذربيجان ونيجيريا والهند، بين مسيحيين اسميين ومسلمين ، وبين هندوس ومسلمين. والحق يقال بان المسيحية التقليدية قتلت من شهداء المسيح أكثر مما قتلت منهم أي ديانة أخرى .
لذلك، أرجو أن تفهم بان المسيحية التقليدية، كديانة، بمجمل طوائفها هي من صنع تحزبات سياسية. فلا تصدر أحكاما ضد المسيحية الحقيقية من أجل الظلمة التي نشرتها الديانة المسيحية التقليديّة الاسمية. أما المسيحية الحقيقية فهي ليست مجرد ديانة بل علاقة شخصية حبية بين الله والإنسان. فالمسيح لم يأتِ لكي يؤسس ديانة بل ليطلب ويخلص ما قد هلك. لقد جاء المسيح لكي يفتدي الناس على مستوى فردي ويعطي كل من يؤمن به غفرانا كاملا للخطايا، وحياة أبدية، ويقينا لميراث السماء بحسب خطة الله المدونة في هذا الإنجيل المقدس وبعيدة عن التحزب والتعصب. فإن كنت قد قضيت عمرك في طائفة أو ديانة معينة ولا تزال بعد غير متأكد أين ستقضي أبديتك ، نحن نحثك على قراءة هذا الكتاب، ونحن نعلم انك ستلتقي بالقادر أن يعطيك حياة أبدية.