نصرة الحق – أسكندر جديد
تحميل الكتاب
أتمنى لك نعمة من الله وسلام. وبعد، وصلني خطابكم الكريم، وفيه تطالب بتبادل النية الحسنة، والرغبة الصادقة في نصرة الحق، ونبذ الجمود الفكري، والتعصب الطائفي، في حوار لإنقاذ البشرية من الفوضى، والخروج بها من الظلام إلى النور… فمرحى للمطلب وألف مرحى!
بيد أنني حين استعرضت الأسئلة التي أرسلتها، توقفت عند السؤال الثاني، وهو «من أعطى المجامع حق ترشيح عيسى ومريم والروح القدس للألوهية؟» توقفت والأسف يمضني أن أرى النية الحسنة وأخواتها وقد تلاشت بهذا السؤال، ولم يعد لها أثر على صعيد الحوار الذي اقترحته لإنقاذ البشرية… فبهذا السؤال تحمل وزراً ثقيلاً من التجني على حق المسيحية كدين الله الحق. ويزيد في أسفي أن يكون محاورنا الكريم، الذي لقب نفسه بناصر الحق وجندي الحقيقة في غاية البعد عن الحقيقة، وبالتالي متجنياً على الحق. وأن يؤخذ بأوهام أهل البدع، فيتهم المسيحيين بتأليه مريم. وقبل أن أبدأ بالرد على الأسئلة، لا بد لي من أن أخبرك بأنك لم تصب أي هدف بكلمتك القائلة: «أرجو أن تطلع على أسئلتي وترد عليها لتعرف الجرم الذي أنت إحدى ضحاياه وثقل ما ترسف فيه من قيود وأغلال» لأنني سمعت كلام يسوع، ويسوع له المجد قال: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ» (يوحنا ٨: ٣١ – ٣٢).
والحق أقول، إن كلام المسيح حررني من كل العقد، بما فيها عقدة رد الإساءة بمثلها، لأن روح الله القدوس ثبتني في وصيته القائلة: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلأَبْرَارِ وَٱلظَّالِمِينَ» (متى ٥: ٤٤ و٤٥). وبالفعل فحين تلوت كلماتك السيئة، صليت لأجلك.
قبل تلاوة ردي على أسئلتك المطروحة، تفضل بقبول أطيب تحياتي.
خادم يسوع المسيح
اسكندر جديد